للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإشمام في الجرّ عن بعض القرّاء وهو محمول على الرّوم لأنّ بعض الكوفيين يسمى الرّوم إشماما، ولا مشاحة في الاصطلاح (١)، انتهى.

فإن قلت: ما فائدة الإشارة في الوقف بالرّوم والإشمام؟.

أجيب: بيان الحركة التي [ثبتت] (٢) في الوصل للحرف الموقوف عليه ليظهر للسامع أو للنّاظر كيف تلك الحركة الموقوف عليها، وقال صاحب (المصباح) فيما ذكره ابن الجزري: "هو إصلاح أهل هذه الصناعة ليعرفوا ما عند القارئ من معرفة الإعراب"، انتهى.

"وهذا التّعليل يقتضي استحسان الإشارة إذا كان بحضرة القارئ من يسمع قراءته، وإلاّ فلا؛ لأنّه لا يحتاج أن يبين لنفسه، ويتأكد الإتيان بهما بين يدي الشّيخ ليظهر له هل أصاب فيقرّه أو أخطأ فيعلّمه، وكثيرا ما يشتبه على المبتدئين، بل على من فوقهم - ممن لم يوقفه شيخه على بيان الإشارة - أن يميزوا بين حركات الإعراب في قوله - تعالى - ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ (٣)، و ﴿إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ (٤) فإنّهم إذا اعتادوا الوقف على مثل هذا بالسّكون لم يعرفوا كيف يقرؤون ﴿عَلِيمٌ﴾ و ﴿فَقِيرٌ﴾ حالة الوصل، هل هو بالرفع أو بالجر، ومن ثمّ ينبغي للمعلمين أن يأمروا في مثل ذلك بالإشارة أو الوصل محافظة على التّعريف"، أشار إليه في (النّشر) (٥).

تنبيه

إذا وقع قبل الحرف الموقوف عليه/حرف مدّ ففي المرفوع نحو ﴿نَسْتَعِينُ﴾، والمضموم نحو ﴿حَيْثُ﴾ سبعة أوجه:


(١) النشر ٢/ ١٤١.
(٢) ما بين المعقوفين في (أ) [نبتت].
(٣) يوسف: ٧٦.
(٤) القصص: ٢٤.
(٥) النشر ٢/ ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>