للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و «الفاتحة»: مكّيّة (١) في قول ابن عباس وقتادة، ومدنية (٢): في قول أبي هريرة ومجاهد وعطاء.

وحروفها: مائة وعشرون (٣).


(١) واستدل العلماء على مكيتها بحديث أبي هريرة حينما قرأ عليه أبيّ بن كعب أم القرآن:
"والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور، ولا في القرآن مثلها إنها لهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أتيته" إسناده صحيح أخرجه أحمد ٢/ ٣٥٧، والدارمي (٣٣٧٦)، والترمذي (٢٨٧٥) بهذا اللفظ، والبخاري ٦/ ١٠٢ في القراءة خلف الإمام (١٤٩) وأبو داود (١٤٥٧)، والدارمي (٣٣٧٧) بلفظ "الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني"، وسورة الحجر مكية بلا خلاف ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإعطائه الفاتحة وهو بمكة ثم ينزلها بالمدينة، وبقول علي بن أبي طالب: "نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش" رواه الثعلبي في التفسير، والسيوطي في الدر المنثور ١/ ١٠، والواحدي في أسباب النزول: ١١٨، وأخيرا استدلوا على مكيتها بأن رسول الله قام بمكة بضع عشرة سنة يصلي بلا فاتحة الكتاب هذا مما لا تقبله العقول، انظر تفسير ابن عادل ١/ ١١٥، وأسباب النزول للواحدي: ١١٩، وانظر في تفصيل المسألة كتاب: المدني والمكي في القرآن ١/ ٤٤٦، والإتقان ١/ ٦٠ طبعة مجمع الملك فهد.
(٢) ونقل هذا القول أيضا عن الزهري، وسوادة بن زياد، وورد عن أبي هريرة كما في الطبراني الأوسط ٥/ ٣٩٧ (٤٧٨٥) عن مجاهد عن أبي هريرة: "إن أبليس رن حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة" قال السيوطي في الإتقان ١/ ٦٣: "ويحتمل أن الجملة الأخيرة مدرجة من قول مجاهد"، وأخرج قول مجاهد الثعلبي في تفسيره، وأبو الشيخ في كتاب العظمة: ٤٢٨، والسيوطي في الدر المنثور ١/ ١١، قال الحسين بن الفضل: "لكل عالم هفوة وهذه نادرة من مجاهد، لأنه تفرد بهذا القول، والعلماء على خلافه"، وجمع بعض العلماء بين القولين فقالوا: تكرر نزولها تارة بمكة، وتارة بالمدينة، والرابع: إن النصف الأول من سورة الفاتحة نزل بمكة ونصفها الأخير نزل بالمدينة وهو قول: أبو الليث السمرقندي قال ابن كثير بعد نقله هذا القول: وهو غريب جدا، تفسير ابن كثير ١/ ١٥٣، وانظر تفسير أبو الليث ١/ ٧٨، والراجح: أنّ سورة الفاتحة مكية لتضافر الأدلة على ذلك، انظر في بيان أدلة كل فريق، والرد على هذه الأدلة، وبيان الرأي الراجح كتاب: المدني والمكي في القرآن ١/ ٤٤٦، وانظر: حسن المدد: ٥٢، البيان: ١٣٩، عد الآي لعبد الكافي: ١٨٢، وابن شاذان: ٩٧، القول الوجيز: ١٦١.
(٣) انظر: حسن المدد: ٥٢، البيان للداني: ١٣٩، سور القرآن لابن شاذان: ٩٨، روضة المعدل: ٧٤ /أ، الكامل: ١١١، التبيان في عد الآي: ٣ /أ، مبهج الأسرار ٨ /أ، وهو في عد الآي: ١٨٥:
"مائة وأربعون"، وعقب بقوله: "مائة وأربعون حرفا في عدد القراء والكتبة كأنهم عدوا ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ في الكلمات والحروف، وفي العدد المنسوب إلى عطاء خمس وعشرون كلمة، -

<<  <  ج: ص:  >  >>