للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القراءات وتوجيهها] (١)

وقرأ ﴿أَرَأَيْتَ﴾ (٢) بتسهيل الهمزة الثّانية نافع، وكذا أبو جعفر، وزاد الأزرق عن ورش إبدالها ألفا مع المدّ للسّاكنين، وقرأ الكسائي بحذفها، قال جار الله: "وليس بالاختيار لأنّ حذفها مختص/بالمضارع، ولم يصح عن العرب «ريت» والذي صحّ من أمرها وقوع حرف الاستفهام في أوّل الكلام" انتهى، وقد تقدّم ما في ذلك من المبحث ب «الأنعام» (٣)، وأثبتها الباقون محقّقة، ويوقف عليها لحمزة بوجه واحد وهو التّسهيل بين بين، ووافقه الأعمش بخلاف عنه.

قرأ الحسن «يدع اليتيم» (٤) بفتح الدال وخف العين من: ودع يدع، بمعنى الترك، أي: يترك اليتيم ضائعا، والباقون بضم الدال وتشديد العين.

وقرأ ﴿صَلاتِهِمْ﴾ (٥) بتغليظ اللاّم ورش، قال في (البحر): "فالمصلون هنا - والله أعلم - هم المنافقون، أثبت لهم الصّلاة، وهي الهيئات التي يفعلونها، ثمّ قال ﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ﴾ نظرا إلى أنّهم لا يوقعونها كما يوقعها المسلم من اعتقاد وجوبها والتقرب بها إلى الله - تعالى، وفي الحديث:" ﴿عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ﴾ يؤخرونها عن وقتها تهاونا بها " (٦)، قال مجاهد:" تأخير ترك وإهمال وقال إبراهيم:" هو الذي


(١) زيادة يقتضيها السياق.
(٢) الماعون: ١، الكشاف ٤/ ٨٠٣، الدر المصون ١١/ ١١٨، النشر ١/ ٤٠٨.
(٣) سورة الأنعام: ٤٠، ٤/ ١٩٥.
(٤) الماعون: ٢، مفردة الحسن: ٥٦٩، إيضاح الرموز: ٧٣٦.
(٥) الماعون: ٥.
(٦) الحديث أخرجه أبو يعلى في مسنده ٢/ ١٤٠ (٨٢٢)، والطبري في تفسيره ٢٤/ ٦٣٠، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (٤٣)، والبيهقي في السنن ٢/ ٢١٤، وذكره هؤلاء موقوفا عن مصعب بن سعد عن أبيه، والبزار في مسنده ٣/ ٣٤٤ (١١٤٥)، وقال: مصعب بن سعد عن أبيه موقوفا، ولا نعلم أسنده إلاّ عكرمة بن إبراهيم عن عبد الملك بن عمير، وعكرمة لين الحديث، والمعجم الأوسط ٢/ ٣٧٧ (٢٢٧٦)، وقال: لم يرفع هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير إلا -

<<  <  ج: ص:  >  >>