للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفاء وإسكان الدّال من غير ألف ك: «يضرب»، أسند إلى ضمير اسم الله لأنّه الدافع وحده، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ الباقون بضمّ الياء وفتح الدّال وألف بعدها مع كسر الفاء ك: «يقاتل»، وأسند أيضا إلى الله تعالى على جهة المفاعلة من واحد نحو: «سافرت» و «عاقدت» و «طارقت» و «داويت»، وقال جار الله: "معناه يبالغ في الدفع عنهم كما يبالغ من يغالب فيه لأنّ فعل المغالب يجيء أقوى وأبلغ".

واختلف في ﴿أُذِنَ﴾ (١) فنافع وأبو عمرو وعاصم، وكذا أبو جعفر ويعقوب، والشّطّي عن إدريس بضمّ الهمزة مبنيّا للمفعول، وافقهم الحسن واليزيدي، وقرأ الباقون بفتحها مبنيّا للفاعل.

واختلف في ﴿يُقاتَلُونَ﴾ (٢) فنافع وابن عامر وحفص، وكذا أبو جعفر بفتح الياء مبنيّا للمفعول لأنّ المشركين قاتلوهم، وقرأ الباقون بكسرها مبنيّا للفاعل، أي:

يقاتلون المشركين، والمأذون فيه وهو القتال محذوف لدلالة يقاتلون عليه، وهذه أوّل آية أذن فيها بالقتال بعد ما نهى عنه في نيف وسبعين آية، وقد تحصل من مجموع الآيتين أربع قراءات:

الأولى: لنافع وحفص، وكذا أبو جعفر بالبناء للمفعول في الفعلين.

الثّانية: لابن كثير وحمزة والكسائي، وكذا خلف من غير طريق الشّطّي عن إدريس ببنائهما للفاعل، ووافقهم ابن محيصن والأعمش.

الثّالثة: لأبي عمرو وأبي بكر، وكذا يعقوب، والشّطّي عن إدريس ببناء الأوّل


= - ٣٧٣، إيضاح الرموز: ٥٤٢، البحر المحيط ٧/ ٥١٥، الدر المصون ٨/ ٢٨١، الكشاف ٣/ ١٥٩.
(١) الحج: ٣٩، النشر ٢/ ٣٢٧، المبهج ٢/ ٧١٣، مصطلح الإشارات: ٣٧٣، إيضاح الرموز: ٥٤٢، الدر المصون ٨/ ٢٨١.
(٢) الحج: ٣٩، النشر ٢/ ٣٢٧، المبهج ٢/ ٧١٣، مصطلح الإشارات: ٣٧٣، إيضاح الرموز: ٥٤٢، تفسير البيضاوي ٤/ ١٢٨، الكشف ٢/ ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>