للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهمز على أنّه عربي الأصل، وعلى أنّه أعجمي أجروه مجرى العربية، ووجه عدمه على أنّه عربي، وتخفيف الهمزة، على أنّه أعجمي: الأصل، و ﴿يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ﴾ قبيلتان من ولد يافث بن نوح، وقيل: يأجوج من الترك، ومأجوج من الجيل والديلم (١)، وعن السّدّي والضحاك الترك شرذمة منهم خرجت تغير فجاء ذو القرنين فضرب السد فبقيت في هذا الجانب، وقيل: الأوّل لذكرانهم، والثّاني لإناثهم، وإفسادهم بالقتل والتخريب/وإفساد الزرع، قيل: إنّهم كانوا يخرجون أيام الرّبيع فلا يتركون شيئا أخضر إلاّ أكلوه ولا يابسا إلاّ احتملوه، وقيل: إنّه لا يموت أحد منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه قد حمل السلاح، قال الجعبري: وإليه الإشارة في الصحيح في - بعث النّار -" منكم واحدا، ومنهم ألفا " (٢).

واختلف في ﴿خَرْجاً﴾ هنا والأول من «قد أفلح» (٣) فحمزة والكسائي وكذا خلف بفتح الرّاء وألف بعدها في الموضعين، ووافقهم الحسن والأعمش، وقرأ الباقون بإسكان الرّاء من غير ألف فيهما، وأمّا الثّاني من «قد أفلح» وهو ﴿فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ﴾ (٤) فقرأه ابن عامر بإسكان الرّاء، والباقون بالألف بعد الفتح، فصار نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وكذا أبو جعفر ويعقوب بغير ألف في الأوّلين، وبالألف في الثّالث، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وصار ابن عامر بغير ألف في الثّلاثة، وحمزة والكسائي، وكذا خلف بالألف في الثّلاثة، وافقهم الحسن والأعمش فالقراءتان في السّورتين بمعنى واحد كالنول والنوال، وقيل: بالألف ما ضرب على


(١) هكذا في البحر المحيط ٦/ ١٢٠، الكشاف ٢/ ٧٤٦، البيضاوي ٣/ ٥٢٢، قال القونوي في حاشيته على البيضاوي ١٢/ ١٦٥:" لجيل - بكسر الجيم - صنف من الناس "، وفي حاشية ابن التمجيد ١٢/ ١٦٥:" يقال: جيل من الناس، أي: صنف منه، الترك جيل، والروم جيل، وجيلان - بالكسر - قوم ربهم كسرى بالبحرين "، فالمقصود ومأجوج من قوم جيلان ومن قوم الديلم.
(٢) صحيح البخاري ٦/ ٩٧ (٤٧٤١).
(٣) الكهف: ٩٤، المؤمنون: ٧٢، النشر ٢/ ٣١٦، المبهج ٢/ ٦٨٦، مفردة الحسن: ٣٧٠، مصطلح الإشارات: ٣٤٢، إيضاح الرموز: ٥٠٨، الكشف ٢/ ٧٨، الدر المصون ٧/ ٥٤٧.
(٤) المؤمنون: ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>