للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبيه

سبب الإمالة لا يؤثر إذا لم يتّصل بأن كان من كلمة أخرى فلا تمال ألف «سابور» للياء قبلها في قولك: "يرى سابور" (١)، لأنّها منفصلة، ويستثنى من ذلك ألف «ها» التي هي ضمير المؤنث في نحو «يضربها» (٢)، فإنّها قد أميلت لسبب منفصل أعني في كلمة أخرى، وهذا الذي ذكرته نقله أهل العربية، وليس كله مستعملا في القرآن، ولا موجودا فيه فليتبع النقل، ويوجه ما يجئ منه في هذا الباب بما ذكر.

وأمّا موانع الإمالة:

فثمانية أحرف: وهي حروف الاستعلاء السّبعة «قظ خص ضغط» والرّاء غير المكسورة، سواء كان الحرف المانع متأخّرا عن الألف أو متقدما عليها:

فإن تأخّر: فشرطه أن يكون:

متّصلا نحو: «فاقد»، و «باخل»، و «عاطن».

أو منفصلا بحرف نحو: «منافق»، و «نافخ»، و «باسط».

أو بحرفين نحو: «مواثيق»، و «منافيح»، و «مواعيظ».

فهذه ثلاثة أنواع تمنع إمالتها.

أمّا المتصل والمنفصل بحرف فقال سيبويه: "لا يميلها أحد إلاّ من يؤخذ بلغته".

وأمّا المنفصل بحرفين فنقل سيبويه إمالته عن قوم من العرب لتراخي المانع، قال سيبويه: "وهي قليلة" (٣)، وجزم المبرّد بالمنع في ذلك، وهو محجوج بنقل سيبويه، وقد فهم ممّا سبق أنّ حرف الاستعلاء لو فصل بأكثر من حرفين لم تمتنع الإمالة.


(١) في توضيح المقاصد ٣/ ١٤٩٩: "رأيت يدي سابور".
(٢) في توضيح المقاصد ٣/ ١٥٠٠: "لم يضربها وأدر جيبها"، والأسباب منقولة منه.
(٣) الكتاب ٤/ ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>