للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصدر روى من الماء: امتلأ، والمعنى: أحسن أثاثا ومنظرا] (١)، فلو ترك همزه لاشتبه بري الشّارب وهو امتلاؤه (٢).

وأمّا الخامس: وهو الخروج من لغة إلى أخرى فهو كلمة واحدة في موضعين:

﴿مُؤْصَدَةٌ﴾ في البلد والهمزة (٣)، لأنّه من «آصدت» أي: أطبقت، فلو ترك الهمز لخرج عن لغة من هو عنده من «أوصدت» (٤).

واستثنوا أيضا ﴿بارِئِكُمْ﴾ موضعي البقرة (٥) حالة قراءته بالسّكون كما نصّ عليه مكّي في (التّبصرة) محافظة على ذات حرف الإعراب، وأبدلها أبو الحسن ابن غلبون فيهما منفردا بذلك طلبا للتخفيف، وبه قطع في (التّيسير) تبعا لشيخه وإلى الوجهين أشار الشّاطبي بقوله:

وبارئكم بالهمز حال سكونه … وقال ابن غلبون بياء تبدّلا

فالاستثناء من زياداته على (التّيسير)، وإنّما نسبه إليه لنصه عليه في (التّذكرة) وعبارته: "وكذا أيضا السّوسي بترك همز ﴿بارِئِكُمْ﴾ في الموضعين" (٦) انتهى.

وعورض بأنّ إسكان الهمزة فيهما عارض [لأن أصله الحركة] (٧) فلا يعتدّ به، وإذا كان السّاكن اللازم حالة الجزم والبناء لم يعتدّ به فهذا أولى وأيضا فلو اعتدّ بسكونها وأجريت مجرى اللازم كان إبدالها مخالفا لأصل أبي عمرو لأنّه يشتبه بأن


(١) ما بين المعقوفين من (أ، ج).
(٢) النشر ١/ ٣٩٢.
(٣) البلد: ٢٠، الهمزة: ٨.
(٤) النشر ١/ ٣٩٢.
(٥) البقرة: ٥٤.
(٦) التذكرة ١/ ١٨٧، وانظر: النشر ١/ ٣٩٣، الشاطبية البيت (٢٢١)، التيسير: ١٥٨، التبصرة: ٩٠.
(٧) ما بين المعقوفين سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>