للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و ﴿أَنْتَ وَلِيُّنا﴾ (١) فيدغم وجوبا.

وأمّا قوله: وإنّما أبدل ليكون السبب مانعا، يقال عليه: إنّها أبّدل الهمزه (٢) ليدغم فيه فلا يكون سبب الإدغام الذي هو التسكين مانعا من الإدغام.

وأمّا قوله: فالمد في قوله ﴿قالُوا وَهُمْ﴾ ﴿فِي يَوْمٍ﴾ سابق فلأنّ حرف المدّ في الزّائد طارئ فلا حظّ له في بناء الكلمة فهو عارض كعروض المدّ في ك ﴿هُوَ وَمَنْ﴾ بخلاف ﴿قالُوا وَهُمْ﴾ فأدغم كما أدغم في ﴿هُوَ وَمَنْ﴾ ولم يظهر.

وأمّا إن كان السّاكن غير ذلك من سائر الحروف:

فإمّا أن يكون صحيحا ووقع في القرآن في سبعة مواضع أربعة الهمزة فيها مضمومة وهي: ﴿دِفْءٌ﴾ و ﴿مِلْءُ﴾ و ﴿يَنْظُرُ الْمَرْءُ﴾ و ﴿لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ﴾ (٣)، واثنان الهمزة فيهما مكسورة وهما ﴿بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ﴾، و ﴿الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ (٤)، وواحد الهمزة فيه مفتوحة وهو ﴿يُخْرِجُ الْخَبْءَ﴾ (٥).

وإمّا أن يكون بعد الياء والواو المدّيتين الأصليتين نحو: ﴿الْمُسِيءُ﴾ و ﴿لَتَنُوأُ﴾ اللينتين الأصليتين فالياء في ﴿شَيْءٍ﴾ لا غير نحو: ﴿إِنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ﴾ والواو في نحو ﴿مَثَلُ السَّوْءِ﴾ (٦) فتسهل الهمزة في ذلك بنقل حركة الهمزة إلى ذلك السّاكن وتحرك بها ثمّ تحذف هي ليخفّ اللفظ، وقد تميز باختلاف الحكم الفرق بين الياء والواو الأصليتين والزائدتين والله أعلم.

وقد أجرى بعض النّحاة الأصليتين مجرى الزائدتين فأدغم وأبدل حكاه يونس


(١) الآيات على الترتيب: (طه: ٣٩، الشعراء: ٧٧)، (الأعراف: ١٥٥، سبأ: ٤١).
(٢) في جميع النسخ ما عدا [الأصل، و (ط)]: بزيادة [الهمزة].
(٣) الآيات على الترتيب: النحل: ٥، آل عمران: ٩١، النبأ: ٤٠، الحجر: ٤٤.
(٤) الآيات على الترتيب: البقرة: ١٠٢، الأنفال: ٢٤.
(٥) النمل: ٢٥.
(٦) غافر: ٥٨، القصص: ٧٦، الحج: ١، النحل: ٦٠، على الترتيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>