للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصغرى من العرب" (١)، واستثنوا من الاتفاق ما اتّصل به هاء مؤنث، وذلك في سورة «النازعات» و «الشمس» سواء كان واويا وهو ﴿دَحاها﴾ و ﴿ضُحاها﴾ و ﴿تَلاها﴾ و ﴿طَحاها﴾ أو يائيا نحو ﴿بَناها﴾ و ﴿سَوّاها﴾ فاختلف فيه فذهب جماعة كصاحب (العنوان) وفارس بن أحمد والخاقاني إلى إطلاق الإمالة فيها بين بين، وأجروها مجرى غيرها من الفواصل، وذهب آخرون كالمهدوي ومكّي وابن شريح إلى الفتح، وبه قرأ الدّاني على أبي الحسن، وهو الذي عوّل عليه في (التّيسير) مع أنّ اعتماده فيه على الخاقاني في رواية ورش، وأسندها فيه من طريقه، ولكنّه اعتمد في هذا الفصل على قراءته على أبي الحسن، ولا خلاف عنه في تقليل ما كان من ذلك رائيا وهو ﴿ذِكْراها﴾.

وأمّا قول السّخاوي: "إنّ هذا القسم ينقسم ثلاثة أقسام:

ما لا خلاف فيه عنه في إمالته نحو ﴿ذِكْراها﴾، وما لا خلاف عنه في فتحه نحو ﴿ضُحاها﴾ وشبهه من ذوات الواو، وما فيه الوجهين وهو ما كان من ذوات الياء" (٢)، وتبعه على ذلك بعض شرّاح (الحرز) فقال في (النّشر): "هو تفقّه لا يساعده عليه رواية بل الرواية إطلاق الخلاف في الواوي واليائي من غير تفرقة كما أنّه لم يفرق في غيره من رءوس الآي بين اليائي والواوي إلاّ ما قدمناه من انفراد (الكافي) " (٣).

فصل

واختلف أيضا عن ورش من طريق الأزرق في غير الفواصل من اليائي وهو كلّ ألف انقلبت عن الياء أو ردّت إليها أو رسمت بها ممّا أماله حمزة والكسائي أو انفرد به الكسائي من الروايتين أو أحدهما عارية عن الرّاء على أي وزن كان نحو ﴿هُدىً﴾ (٤)،


(١) كنز المعاني ٢/ ٨٣٦.
(٢) فتح الوصيد ٢/ ٤٤٢، العنوان: ١١٤، التبصرة: ١٣٠، الكافي: ٦٣، التيسير: ٤٧.
(٣) النشر ٢/ ٥٩.
(٤) البقرة: ٢، ٥، ٣٨، وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>