للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القراءات وتوجيهها]

أمال رءوس الآي إلى ﴿تَلَهّى﴾ (١) حمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق وقالون في (العنوان) وأبو عمرو وبالتّقليل، والباقون بالفتح.

وعن الحسن «ان جاءه الأعمى» (٢) بهمزة ومدة بعدها على الاستفهام، والمعنى: ألئن جاءه الأعمى فعل ذلك؟، والجمهور بهمزة من غير مدّة، وأتى بضمير الغائب في ﴿عَبَسَ وَتَوَلّى﴾ إجلالا له ، ولطفا به أن يخاطبه لما في المشافهة بتاء ممّا لا يخفى.

واختلف في ﴿فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى﴾ (٣) فعاصم بنصب العين ب «أن» مضمرة بعد الفاء على جواب الترجي كقوله - تعالى -: ﴿فَاطَّلَعَ﴾ في سورة/ «المؤمن» (٤)، وفي (الدر):

"أنّه مذهب كوفي، وقال ابن عطية (٥):" في جواب التمني لأنّ قوله: ﴿أَوْ يَذَّكَّرُ﴾ في حكم قوله ﴿لَعَلَّهُ يَزَّكّى﴾ "انتهى، وتعقبه أبو حيّان فقال:" هذا ليس تمنيا إنّما هو ترج، وفرق بين التمني والترجي "، انتهى، وتعقبه تلميذه الشّيخ شهاب الدين السمين فقال:" إنّما يريد ابن عطية التمني المفهوم من الكلام ويدل له ما قاله أبو البقاء (٦):

"وبالنصب على جواب التمني في المعنى" وإلاّ فالفرق بين التمني والترجي لا يجهله


(١) عبس: ١٠، النشر ٢/ ٣٩٨.
(٢) عبس: ٢، مفردة الحسن: ٥٤٥، البحر المحيط ١٠/ ٤٠٦.
(٣) عبس: ٤، النشر ٢/ ٣٩٨، المبهج ٢/ ٨٧٥، مصطلح الإشارات: ٥٥٠، إيضاح الرموز: ٧٢٢، البحر المحيط ١٠/ ٤٠٧، الدر المصون ١٠/ ٦٨٦.
(٤) غافر: ٣٧، ٧/ ٣٨٣.
(٥) المحرر الوجيز ١٦/ ٢٣٠.
(٦) الإملاء ٢/ ٢٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>