للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجيب: بأنّها قريبة من «الشين»، لأنّ التّفشي الذي في «الشين» بقربها من مخرج «التّاء»، و «الجيم» تدغم في «الشين» لما بينهما من التّقارب في المخرج والصّفة كما في: ﴿أَخْرَجَ شَطْأَهُ﴾، فحمل الإدغام في «التّاء» على الإدغام في «الشين» لما بين «الشين» و «التّاء» من التّقارب.

وأجيب أيضا: بأنّ الإدغام يكون أيضا لمجرد الصّفات، وإن لم يتقاربا في المخرج، و «الجيم» تشارك «التّاء» في الشّدّة والانفتاح والاستفال.

واختلف في: ﴿أَخْرَجَ شَطْأَهُ﴾ فأظهره ابن حبش عن السّوسي، والكاتب عن ابن مجاهد عن أبي الزّعراء عن الدّوري، وبالإدغام قرأ الدّاني وأصحابه ولم يذكروا غيره، ولم يذكر سيبويه إلاّ إدغام «الجيم» في «الشين» خاصة، فمن النّاس من حمل قراءة أبي عمرو على الإخفاء، والذي ينبغي أن تحمل عليه هو الإدغام، وهكذا تأدّت إلينا التّلاوة عنه، ومن حفظ حجّة على من لم يحفظ، وصحّح في (النّشر) الإدغام والإظهار في: ﴿أَخْرَجَ شَطْأَهُ﴾، وقد وافق ابن محيصن على إدغامه كاليزيدي (١).

وأمّا «السّين»:

فتدغم في:

الزّاي في موضع واحد: وهو: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ (٢) لا غير، لاشتراكهما في المخرج وتجانسهما في الصّفير والانفتاح والاستفال.

وفي الشّين في قوله: ﴿وَاِشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً﴾ (٣)، لاتّصال التّفشّي بها وتجانسهما في الهمس والرّخاوة والتّسفل والانفتاح، وأظهرها ابن حبش عن أصحابه في روايتي الدّوري والسّوسي وابن شيطا عن أصحابه عن ابن مجاهد في رواية الدّوري والقاضي أبي العلاء عن أصحابه، والقاسم بن بشّار عنه، وأبي الليث عن شجاع


(١) النشر ١/ ٢٨٩، كنز المعاني ٢/ ٢٧١.
(٢) التكوير: ٧.
(٣) مريم: ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>