للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السبب الثّالث: وهو أن يكون الألف بدلا من عين فعل تكسر فاؤه إذا اتّصل به الضّمير المرفوع من المتكلم والمخاطب ونون جماعة الإناث واويا كان

نحو ﴿خافَ﴾ (١) أو غيره ك «دان» فإنّك تقول فيهما «خفت» و «دنت» بحذف عين الكلمة فيصيران في اللفظ على وزن «فلت»، والأصل «فعلت» فحذفت العين وحرّكت الفاء بحركتها، وهذا قول سيبويه، ويمكن أن يقال إنّ الإمالة منقلبة عن ياء لكن إذا أطلقوا المنقلب عن الياء [أو] (٢) الواو في] (٣) /هذا الباب فلا يريدون إلاّ المتطرف.

فإن قلت: أمّا «خاف» فعينه مكسورة لأنّ أصله «خوف»، وأمّا «دان» و «طاب» ونحوهما فأصل عينهما الفتح، فكيف يقال حركت الفاء بحركتها؟.

أجيب: بأنّه يقدر تحويلهما إلى «فعل» - بكسر العين - ثمّ تنقل الحركة، هذا مذهب كثير من النّحويين، وبعضهم يقول: لمّا حذفت العين حركت ألفا بكسرة مجتلبة للدلالة على أنّ العين ياء.

السبب الرّابع: هو وقوع الياء قبل الألف أو بعدها،

فإن كانت قبل الألف فشرطها أن تكون ملاصقة للألف نحو إمالة ﴿أَيّاماً﴾ (٤) و ﴿الْحَياةِ﴾ (٥)، وقولهم: "السيال" - بفتح السّين، وهو ضرب من الشجر له شوك، وهي من العضاة -، وقد يفصل بينهما بحرف (٦) نحو: «شيبان»، وقد يفصل بحرفين ثانيهما الهاء نحو «يدها»، فلو كانت


(١) البقرة: ١٨٢، هود: ١٠٣، إبراهيم: ١٤، الرحمن: ٤٦، النازعات: ٤٠.
(٢) ما بين المعقوفين في (ط) [و].
(٣) ما بين المعقوفين سقط من الأصل وهو الورقة ١٣٢ كاملة، انظر توضيح المقاصد ٣/ ١٤٩٣.
(٤) البقرة: ٨٠، البقرة: ١٨٤، آل عمران: ٢٤.
(٥) كما في البقرة: ٨٥، ٨٦.
(٦) أي بين الألف والياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>