للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المذهب الثّاني: التّخفيف الرّسمي:

وهو: اتباع صورة ما كتب في المصاحف العثمانية، وهو خاص بالهمز دون غيره فلايحذف الالف الذى بعد شين نشئوا (١) ولا يلفظ بالألف الذي بعدها، وقد اختلف في الأخذ بتسهيل الهمز على الوجه الرسمي فذهب جماعة إلى الأخذ به مطلقا فأبدلوا الهمزة بما صوّرت به، وحذفوها فيما حذفت فيه؛ لأنّ من شرط الحرف الذي يقرأ به موافقة الرسم كما مرّ البحث فيه، وذهب مكّي وابن شريح والشاطبي كالدّاني وأبي الفتح فارس في جماعة من المغاربة (٢)، ومن وافقهم من المتأخرين إلى الأخذ به لكن بشرط صحته في العربية، وإن كان غيره أقيس فلا يجوز اتّباع الرّسم إذا خالف قياس العربية فإنّه ربّما يؤدي في الألف إلى [اجتماع ثلاث سّواكن] (٣) نحو ﴿رَأَيْتَ﴾ (٤) و «سألت» (٥) و ﴿كَأَنَّهُ﴾، وربّما يتعذر في بعضه وذلك إذا كان قبل الألف التي هي صورة الهمزة ساكن نحو السوئى (٦) و ﴿النَّشْأَةَ﴾ (٧)، وقد يؤدي في الحذف إلى اشتباه المعاني ك ﴿يَجْأَرُونَ﴾ و ﴿يَسْئَلُونَ﴾ أو إلى الإخلال ك ﴿مَسْؤُلاً﴾ فهذا ونحوه لا تجوز القراءة به لمخالفته اللغة وعدم صحّته نقلا/على أنّ سائر الأئمة من العراقيين قاطبة والمشارقة والمغاربة لم يعرّجوا على التّخفيف الرسمي ولا ذكروه ولا أشاروا إليه إلاّ من تقدّم ذكره، وحينئذ فالعمل بالتسهيل التّصريفي أولى لكن لا ينبغي ترك العمل بالتّسهيل الرّسمي بشرطه اتباعا لخط المصحف المجمع على اتباعه وعملا بما روى سليم عن حمزة أنّه كان يتبع في


(١) هود: ٨٧ لا غير.
(٢) النشر ١/ ٤٤٦، التبصرة: ٣٢٨، الكافي: ٣٥، التيسير: ٤١، إيضاح الرموز: ١٧٨.
(٣) في (الأصل) [اجتماع ساكنين]، والسواكن هي: الهمزة المبدلة ألفا والياء والتاء عند الوقف.
(٤) النساء: ٦١، وغيره.
(٥) أي: «سألتكم» نحو: يوسف: ٧٢، «سألتم» البقرة: ٦١، «سألتموهم» الأحزاب: ٥٣، «سألتهم» التوبة: ٦٥، «سألتموه» إبراهيم: ٣٤.
(٦) الروم: ١٠.
(٧) العنكبوت: ٢٠، النجم: ٤٧، الواقعة: ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>