للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿أَكْرَمَنِ﴾ ﴿أَهانَنِ﴾ بالفجر (١)، و ﴿وَلِيَ دِينِ﴾ بالكافرين (٢).

واختلف القرّاء فيها على أوجه:

فنافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر بإثباتها وصلا لا وقفا مراعاة للأصل والرسم، ووافقهم الأعمش واليزيدي والحسن، وقرأ ابن كثير وهشام بخلف عنه وكذا يعقوب بإثباتها في الحالين على الأصل لأنّها لام أو ضمير المتكلم وحقّهما الثبوت، قال ابن قتيبة: هي لغة الحجازيين وتوافق الرسم تقديرا، لأنّ ما حذف لعارض في حكم الموجود كألف ﴿الرَّحْمنِ﴾، ووافقهم ابن محيصن، وقرأ ابن ذكوان وعاصم وكذا خلف بحذفها في الحالين تخفيفا واجتزاء بدلالة الكسرة، وهي لغة هذيل، قال الكسائي: تقول العرب: «الوال» و «الوالي» و «القاض» و «القاضي» (٣).

وأمّا ما ذكر في باب «الوقف على أواخر الكلم» فالخلف فيه في الإثبات، والحذف في الوقف فقط، وليس إثبات الياء هنا في الحالين أو في الوصل ممّا يعد مخالفا للرسم، خلافا يدخل به في حكم الشذوذ لما تقدّم في ركن الرّسم أوّل الكتاب من الوسائل.

وقد خرج بعض القراء في هذا الباب عن أصله المذكور للأثر، فمن ذلك في غير الفاصلة:

قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ويعقوب بإثبات الياء في ﴿يَأْتِ﴾ ب «هود»، و ﴿أَخَّرْتَنِ﴾ ب «الإسراء»، و ﴿يَهْدِيَنِ﴾ و ﴿نَبْغِ﴾ و ﴿تُعَلِّمَنِ﴾ و ﴿يُؤْتِيَنِ﴾ أربعة ب «الكهف»، و ﴿أَلاّ تَتَّبِعَنِ﴾ ب «طه»، و ﴿الْجَوارِ﴾ ب «الشورى»، و ﴿الْمُنادِ﴾ ب «ق»، و ﴿إِلَى الدّاعِ﴾ ب «القمر» (٤)، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وبذلك


(١) الفجر: ١٥، ١٦.
(٢) الكافرون: ٦.
(٣) النشر ٢/ ١٨٢، المبهج ١/ ٣٩٢، كنز المعاني ٣/ ١٠٦٦، إيضاح الرموز: ٢٥٦.
(٤) الآيات على الترتيب: هود: ١٠٥، الإسراء: ٦٢، الكهف: ٢٤، ٦٥، ٦٦، ٤٠، طه: ٩٣، -

<<  <  ج: ص:  >  >>