للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقفون على «اللاّم» دون «ما» وبه صرّح بعضهم، والأصحّ جواز الوقف على «ما» للجميع لأنّها كلمة برأسها، ولأنّ كثيرا من الأئمة والمؤلفين لم يذكر فيها عن أحد شيئا كسائر الكلمات المفصولات، وأمّا «اللاّم» فيحتمل الوقف عليها لانفصالها خطّا ولم يصحّ في ذلك شيء عن الأئمة، ولا يجوز الوقف على «ما» ثمّ يبتدئ ﴿(لِهذَا الْكِتابِ)﴾، ولا على «مال» ثمّ يبتد ئ «هذا الرّسول» نعم يجوز الوقف للاضطرار والاختبار كما مرّ (١) /.

[القسم الخامس: قطع الموصول]

في ثلاثة أحرف: ﴿وَيْكَأَنَّ اللهَ﴾ و ﴿وَيْكَأَنَّهُ﴾ في «القصص» (٢) وقف عليها الكسائي بالياء ووافقهم الحسن وابن محيصن من المفردة والمطّوّعي، ووقف أبو عمرو على الكاف فيهما ووافقه اليزيدي وابن محيصن من (المبهج) (٣)، ووقف الباقون على الكلمة برأسها ووافقهم المطّوّعي في وجه، قال أبو حيّان: «وي» عند الخليل وسيبويه اسم فعل مثل: «صه»، و «مه»، ومعناها:" أعجب "، و «الكاف» للتّعليل، وقيل: «كأنّ» للتّشبيه، قال الخليل: وذلك أنّ القوم ندموا فقالوا متندمين على ما سلف منهم: «وي» وكلّ من ندم فأظهر ندامته، قال: «وي» لكن ذهب معناه وصارت للخبر، و «الكاف» من «كأن» هي «كاف» التّشبيه الدّاخلة على «أنّ»، لكن ذهب معناه وصارت للخبر، وكتبت «وي» متّصلة بكاف التشبيه لكثرة الاستعمال، وحكى الفرّاء أنّ أمراة قالت لزوجها أين ابنك؟، فقال:" وي "، كأنّه وراء البيت، وعلى هذا المذهب يكون الوقف على «وي» وقال الأخفش: هي «ويك»، وينبغي أن تكون «الكاف» حرف خطاب، ولا موضع له من الإعراب، والوقف عليه «ويك» " (٤)،


(١) النشر ٢/ ١٤٦.
(٢) القصص: ٨١، ٨٢.
(٣) المبهج ٢/ ٧٤٩، مصطلح الإشارات: ٤١١، إيضاح الرموز: ٢٤٧.
(٤) معاني القرآن للفراء ٢/ ٣١٢، الدر المصون ٨/ ٦٩٧، البحر المحيط ٧/ ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>