للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفيها من القراءات]

إمالة ﴿أَلْهاكُمُ﴾ (١) لحمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش وقراءة ورش من طريق الأزرق وقالون من (العنوان) بين اللفظين، والباقون بالفتح.

واختلافهم في ﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾ (٢) فابن عامر والكسائي بضمّ الياء مبنيّا للمفعول مضارع: «أرى» معدّى «رأى» بالهمزة فانتقل المفعول الأوّل إلى صيغة الرّفع لقيامه مقام الفاعل، وبقي الثّاني وهو ﴿الْجَحِيمَ﴾ منصوبا وفاعله محذوف للعلم به، وأصله: «لترأيون» على وزن «لتكرمون» نقلت همزته إلى الرّاء على قياسها، فانقلبت تاؤه ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وحذفت ألفه للسّاكنين، ودخلت النّون الثقيلة، وبني الفعل معها أو أعرب على رأي، وحذفت نون الرّفع وحرّكت واوه للسّاكنين ولم تحذف لأنّها علامة جمع وقبلها فتحة ولو كان قبلها ضمة لحذفت نحو ﴿وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ﴾ (٣)، وقرأ الباقون غير الحسن بفتحها مبنيّا للفاعل مضارع رأى، و ﴿الْجَحِيمَ﴾ مفعوله، وخرج بتعيين ﴿لَتَرَوُنَّ﴾ ﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّها﴾ المتّفق على فتح تائه، لأنّ المعنى فيه أنّهم يرونها، أي: يريهم أوّلا الملائكة أو من شاء ثمّ يرونها بأنفسهم، ولهذا قال الكسائي: إنك تتراءا، أولا ثمّ ترى، نبّه عليه في (النّشر).

وعن الحسن ﴿لَتَرَوُنَّ﴾ ﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّها﴾ (٤) بهمز الواوين استثقلوا الضّمّة


(١) التكاثر: ١.
(٢) التكاثر: ٦، المصطلح: ٥٦٤، المبهج ٢/ ٨٩٣، النشر ٢/ ٤٠٤، البحر المحيط ٨/ ٥٠٨، الدر المصون ١١/ ٩٨.
(٣) القصص: ٢٨.
(٤) التكاثر: ٦، ٧، مصطلح الإشارات: ٥٦٤، إيضاح الرموز: ٧٣٤، النص منقول بتصرف من البحر المحيط ١٠/ ٥٣٧، مفردة الحسن: ٥٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>