للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وبالإظهار رواه سائر رواة الإدغام وابن سوار من جميع طرق ابن فرح سوى الحمامي] (١)، ورواه شجاع عن غيره عن أبي عمرو وضعف للزومه ذهاب الاستطالة من غير تعويض عنها، وأيضا من حيث أنّ ما قبلها ساكن وإدغام مثل ذلك وإن لم يكن ضادا ممتنع عند النّحاة لما يؤدى إليه من اجتماع السّاكنين على حدّهما فصار ضعيفا عندهم من وجهين، وأجيب عن/الإدغام مع الإسكان بأنّه أخفى وأطلق عليه: الإدغام مسامحة، والإخفاء مع الإسكان جائز اتفاقا.

وأجيب: بأنّ الذي عليه رواة الإدغام إدغامه بقلب «الضّاد» «شينا» وتشديدها، وليس مع الإخفاء قلب ولا تشديد فضعف الجواب، وأيضا فقد ثبتت هذه القراءة متواترة وهو إثبات مفيد للعلم، وما ذكره النّحاة ففي مستنده الظّن، فالإثبات العلمي أولى من النّفي الظّنّي، وغاية ما يجيبون عنه القدح في المتواتر، ولئن سلّمنا أنّها غير متواترة فأقلّ الأمر أن يثبت لغة، بدلالة نقل العدول لها، فيبقى التّرجيح فيها بالإثبات، ومذهب الخصم نفي والإثبات أولى، وبالإظهار رواه سائر رواة الإدغام، وكان ابن مجاهد فيما رواه عنه الدّاني بلاغا لا يمكّن من إدغامها إلاّ حاذقا، ولا خلاف في إظهار: ﴿وَالْأَرْضِ شَيْئاً﴾ (٢)، والقراءة سنّة متّبعة، لا مجال للقياس فيها (٣).

وأمّا «الدّال»:

فتدغم في عشرة أحرف وهي: «التّاء»، و «الثّاء»، و «الجيم»، و «الذّال»، و «الزّاي»، و «السّين»، و «الشّين»، و «الصّاد»، و «الضّاد»، و «الظّاء» المعجمة إذا تحرّك ما قبل «الدّال» وتحركت هي بأيّ حركة تحرّكت، إلاّ إذا فتحت وقبلها ساكن فإنّها لا تدغم إلاّ في «التّاء» لزيادة الثّقل باتحاد المخرج وذلك في موضعين بالتّوبة والنّحل وسيعيّنان قريبا إن شاء الله - تعالى -.


(١) ما بين المعقوفين سقط من الأصل فقط.
(٢) النحل: ٣٧، والذي في النشر ١/ ٣٩٢ ﴿(الْأَرْضَ شَقًّا)﴾ [عبس: ٢٦]، وهما معا مظهران.
(٣) النشر ١/ ٢٩٣، ٢/ ٢٧٢، البحر ١/ ٧٤، شرح الطيبة للنويري ٢/ ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>