للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

وينبغي للشيخ أن يقبل بكلّيته على الطّالب عند قراءته عليه، ويصغي إليه من غير لهو بحديث أو غيره ممّا هو أجنبي عن ذلك.

وقد اختلف أئمة الحديث فيما إذا كان الشّيخ وقت السّماع ينسخ فمنعه الشّيخ أبو إسحاق الإسفراييني وابن عدي وغيرهما/وألحقوا بالنّسخ الصّلاة، لكن رووا أنّ الدّارقطني كان يصلّي في حال قراءة القارئ عليه، وربما يشير بردّ ما يخطئ فيه القارئ، وقال الرّافعي في (أماليه): "كان شيخنا أبو الحسن الطالقاني ربّما قرئ عليه الحديث وهو يصلي ويصغي إلى ما يقول القارئ وينبهه إذا زلّ، يعني بالإشارة"، انتهى.

وقد كان شيخنا الإمام سراج الدين أبو حفص عمر بن قاسم الأنصاري كثيرا ما نقرأ عليه القراءات السبع وهو ينسخ ولا يفوته شيء من دقائق وجوه القراءات، إذا أخل أحدنا به بل ربّما يدرك منّا زيادة المدّ على مرتبته المقررة لمن هي به أو نقصها فينبهنا على ذلك - أثابه الله -.

واختلف أيضا، هل يلتحق بذلك قراءة قارئين فأكثر في آن واحد، فيه نظر، وقد قال الذّهبي في (طبقات القرّاء): "ما أعلم أحدا من المقرئين ترخّص في إقراء اثنين فصاعدا إلاّ الشّيخ علم الدين السّخاوي، وفي النّفس من صحّة كمال الرّواية على هذا الفعل شيء، فإنّ الله ما جعل لرجل من قلبين في جوفه"، قال: "وما هذه في [قدرة] (١) البشر بل في [قدرة] (٢) الرّبوبية"، قالت عائشة : "سبحان من وسع سمعه الأصوات" (٣)، انتهى.


= - ٣/ ١٠٢ (٣٠٦٦).
(١) في (أ، وهامش الأصل، وهو كذلك في الطبقات للذهبي) [قوة].
(٢) في (أ، وهامش الأصل) [قوة]، وفي الطبقات للذهبي ٢/ ٦٣٤: [مقام].
(٣) معرفة القراء الكبار ٢/ ٦٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>