للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المغاربة والكسائي بخلف وكذا يعقوب فيما ذكره ابن فارس ووافقهم اليزيدي، والباقون يقفون على اللاّم دون «ما»، والأصحّ جواز الوقف على «ما» للجميع لأنّها كلمة مستقلة، على أنّ أكثر الأئمة لم يذكر فيها عن أحد شيئا كسائر الكلمات المفصولات.

وقرأ «للملائكة اسجدوا» (١) بضمّ التّاء أبو جعفر، ووافقه الشّنبوذي.

وعن المطّوّعي كسر ذال «ذرية» (٢) وتقدم ب «البقرة» (٣).

واختلف في ﴿ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ﴾ (٤) فأبو جعفر بنون وألف على الجمع للعظمة، وقرأ الباقون بالتاء المضمومة من غير ألف على ضمير المتكلم، أي: إبليس وذريته، أو ما أشهدت الملائكة فكيف يعبدونهم، أو ما أشهدت الكفار فكيف ينسبون إليّ ما لا يليق بجلالي، أو ما أشهدت جميع الخلق.

واختلف في ﴿وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ﴾ (٥) فأبو جعفر بفتح التّاء خطابا للنبي ، والمعنى إخبار من الله - تعالى - عن نبيه وخطاب منه - تعالى - له في انتفاء كينونته متخذ عضد من المضلين بل هو مذ كان ووجد في غاية التبري منهم والبعد عنهم لتعلم أمّته أنّه لم يزل محفوظا من أوّل نشأته لم يعتضد بمضل ولا مال إليه ، قاله في (البحر)، وافقه الحسن، وقرأ الباقون بالضّم إخبارا عن الله - تعالى - عن ذاته المقدسة، وبه قرأ ابن جمّاز فيما انفرد به الهذلي عن الهاشمي عن إسماعيل عنه.


(١) الكهف: ٥٠، النشر ٢/ ٣١٢، مصطلح الإشارات: ٣٣٧، إيضاح الرموز: ٥٠٤.
(٢) الكهف: ٥٠، مصطلح الإشارات: ٣٣٧، إيضاح الرموز: ٥٠٤.
(٣) سورة البقرة: ١٢٤، ٣/ ١٣٩.
(٤) الكهف: ٥١، النشر ٢/ ٣١٢، مصطلح الإشارات: ٣٣٧، إيضاح الرموز: ٥٠٤، الدر المصون ٧/ ٥٠٨.
(٥) الكهف: ٥١، النشر ٢/ ٣١٢، مفردة الحسن: ٣٦٥، مصطلح الإشارات: ٣٣٧، إيضاح الرموز: ٥٠٤، البحر المحيط ٧/ ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>