للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهمزة الثّانية بين بين، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، ولم يبدلها أحد ممّن روى إبدال الثّانية في نحو ﴿أَأَنْذَرْتَهُمْ﴾ عن الأزرق عن ورش بل اتّفق أصحاب الأزرق على تسهيلها بين بين لما يلزم من التباس الاستفهام بالخبر باجتماع الألفين وحذف إحداهما، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف وروح بتحقيقها، وافقهم الأعمش.

واتّفقوا على عدم الفصل بينهما بألف كراهة توالي أربع متشابهات (١) ولا بدّ من زيادة بيان: وذلك أنّ «آلهة» جمع «إله» ك «عماد» و «أعمدة»، والأصل «أألهة» بهمزتين: الأولى زائدة، والثّانية فاء الكلمة وقعت ساكنة بعد مفتوحة فوجب قلبها ألفا ك ءامن وبابه، ثمّ دخلت همزة الاستفهام على الكلمة فالتقى همزتان في اللفظ:

الأولى للاستفهام والثّانية همزة «أفعلة»، فعاصم ومن معه لم يعتدّوا باجتماعهما فأبقوهما على حالهما، وغيرهم استثقل فخفف الثّانية بالتسهيل بين بين، وأمّا الثّالثة فألف محضة لم تغيّر ألبتة، وكثير من النّاس يقرّون هذا الحرف بهمزة واحدة بعدها ألف على لفظ الخبر، ولم يقرأ به أحد فيما علمت إلاّ أنّه قد روي أنّ ورشا قرأ بذلك في رواية أبي الأزهر، وهي تحتمل الاستفهام كالجمهور، وإنّما حذف أداة الاستفهام/ لدلالة «أم» عليها وهو كثير، وتحتمل أنّه قرأه خبرا محضا وحينئذ تكون «أم» منقطعة فتقدّر ب «بل» و «الهمزة»، ويأتي مزيد لذلك إن شاء الله - تعالى - في سورة الزخرف (٢).

وأمّا الثّاني من المتفق عليه: وهو ما كان بعده متحرك فهو حرفان:

﴿أَأَلِدُ﴾ في هود، و ﴿أَأَمِنْتُمْ﴾ في الملك (٣):

فقرأ قالون وأبو عمرو وهشام من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني، وكذا أبو


(١) في جميع النسخ ما عدا (أ، والأصل) بزيادة: [هي همزة الاستفهام والألف الفاصلة وهمزة القطع والمبدلة من الهمزة الساكنة]، وهي زيادة توضيحية ليست من نص الدر ١٣/ ٣٨.
(٢) النشر ١/ ٣٦٣، الدر المصون ٩/ ٦٠١.
(٣) على الترتيب: هود: ٧٢، الملك: ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>