للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معناه على قراءتهم، فقيل: جمع «صورة» ك «الصّوف» جمع «صوفة»، و «الثّوم» جمع «ثومة»، وهذا ليس جمعا صناعيّا وإنّما هو اسم جنس، إذ يفرّق بينه وبين واحده بتاء التّأنيث، وأيّدوا هذا القول بقراءة الحسن المتقدّمة، وقال جماعة: الصّور: القرن، قال بعضهم: «هي لغة اليمن»، وأيّدوا ذلك بما ورد في الأحاديث الصحيحة قال :

"كيف وصاحب القرن قد التقمه" (١) انتهى.

واختلف في ﴿آزَرَ﴾ (٢) فيعقوب برفع الرّاء على أنّه منادى حذف حرف ندائه كقوله - تعالى - ﴿يُوسُفُ أَعْرِضْ﴾ (٣) ويؤيده ما في مصحف أبيّ «يا آزر» بإثبات حرفه، وهذا إنّما يتمشّى على دعوى أنّه علم، وأمّا على دعوى وصفيّته فيضعف؛ لأنّ حذف حرف النّداء يقلّ فيها، وافقه الحسن، وقرأ الباقون بنصبها بدلا من ﴿لِأَبِيهِ﴾ أو عطف بيان له إن كان ﴿آزَرَ﴾ لقبا له، وإن كان صفة بمعنى «المخطئ» كما قاله الزّجّاج، أو «المعوج» كما قاله الفرّاء (٤)، أو الشّيخ الهرم كما قاله الضحاك؛ فيكون نعتا ل ﴿لِأَبِيهِ﴾ أو حالا منه بمعنى: وهو في حال اعوجاج أو خطأ، وينسب للزّجاج، وإن قيل: إنّ ﴿آزَرَ﴾ اسم صنم كان يعبده أبوه فيكون إذ ذاك عطف بيان ل ﴿لِأَبِيهِ﴾ أو بدلا منه، ووجه ذلك أنّه لمّا لازم عبادته نبز به وصار لقبا له، أو يكون على حذف مضاف أي: لأبيه عابد آزر، ثمّ حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، [و] (٥)


(١) الحديث نصه: "كيف أنعم، وصاحب القرن قد التقم القرن، واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ فينفخ، فكأن ذلك ثقل على أصحاب النبي ، فقال لهم: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا" أخرجه أحمد ٥/ ١٤٥ (٣٠٠٨) وقال الأرناؤوط: "حسن لغيره"، وابن أبي شيبة ١٠/ ٣٥٢، والطبراني (١٢٦٧٠)، والحاكم ٤/ ٥٥٩، والحميدي (٧٥٤)، والترمذي (٢٤٣١)، ومسند أبي يعلى ٢/ ٣٤٠، وفي مجمع الزوائد ١١/ ٢٥٥ (١٨٣٠٩) وقال: وفيه عطية العوفي وهو ضعيف وفي توثيقه لين، وهو في السلسلة الصحيحة ٣/ ٦٦.
(٢) الأنعام: ٧٤، النشر ٢/ ٣٨١، المبهج ٢/ ٢٤٤، مصطلح الإشارات: ٢٣١، إيضاح الرموز: ٣٧٧، الدر المصون ٤/ ٦٩٧.
(٣) يوسف: ٢٩.
(٤) معاني القرآن للزجاج ٢/ ٢٩٠، معاني القرآن للفراء ١/ ٣٤٠.
(٥) زيادة يقتضيها السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>