للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي الطّيب بحذف الأولى منهما في الأضرب الثّلاثة مبالغة في التّخفيف، وافقهم اليزيدي وابن محيصن من طريق صاحب المفردة، وإنّما حذف الأولى للمبالغة في التّخفيف واكتفاء بدلالة الثّانية ذاتا وشكلا، وقال سيبويه: المحذوفة الثّانية (١)، وإليه ذهب أبو الطيب ابن غلبون فيما حكاه عنه/صاحب (التّجريد) (٢) والحمامي، وذهب سائر أهل الأداء إلى أنّها الأولى.

فإن قلت: هل لهذا الخلاف من فائدة؟.

أجيب: بأنّ فائدته تظهر في المدّ فمن قال بحذف الأولى كان المدّ عنده من قبيل المنفصل، ومن قال بحذف الثّانية كان عنده من قبيل المتّصل (٣).

وقرأ الباقون وهم: ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين في ذلك كله، وافقهم الحسن والأعمش.

تنبيه

قال في (النّشر): "إذا أبدلت الثّانية من المتفقتين حرف مدّ في مذهب من رواه عن الأزرق وقنبل فلا يخلوا:

إمّا أن يقع بعده ساكن نحو ﴿هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ﴾، ﴿جاءَ أَمْرُنا﴾، أو غير ساكن نحو ﴿السَّماءِ إِلهٌ﴾، ﴿جاءَ أَحَدَهُمُ﴾، ﴿أَوْلِياءُ أُولئِكَ﴾:

فإن كان الأوّل: زيد في مدّ حرف المدّ المبدل لالتقاء السّاكنين.

وإن كان الثّاني: لم يزد على مقدار حرف المدّ.

وإذا وقع بعد الثّانية من المفتوحتين ألف في مذهب المبدلين أيضا، وذلك في


(١) الكتاب ٥/ ٥٤٨.
(٢) التجريد: ١٢١، إرشاد المبتدي: ٢١٨، النشر ١/ ٣٨٩.
(٣) كنز المعاني ٢/ ٤٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>