للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه الجمهور عنه من طريق ابن مجاهد، وكذا أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطّيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثّانية بين بين في هذا القسم بضروبه الثّلاثة، ووجّهوا تخصيص الثّاني بالتّخفيف بأنّها لمّا كانت سبب زيادة النّقل خصّت بالتّخفيف، وقرأ ورش أيضا من طريق الأزرق فيما رواه عنه الجمهور من المصريين ومن أخذ عنهم من المغاربة وقنبل أيضا من غير طريق ابن شنبوذ فيما رواه عنه عامة المصريين والمغاربة بإبدالها حرف مدّ خالصا من جنس سابقتها: ففي الفتح الفاء وفي الكسر ياء وفي الضّم واوا مبالغة في التّخفيف وهو سماعي فتحصّل لورش تسهيل الثّانية بين بين وإبدالها من جنس سابقتها، وذكر له الوجهين معا الشّاطبي كمكي وابن شريح.

واختلف عن الأزرق عن ورش في قوله - تعالى - ﴿هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ﴾، و ﴿الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ﴾ ب «النور» (١) فبعضهم روي عنه جعل الثّانية ياء مختلسة الكسر مراعاة للأصل وهو في (التّيسير) من قراءة مؤلفه على ابن خاقان عنه، وقال: إنّه المشهور عنه في الأداء (٢)، وفي (الجامع) أنّ أبا الفتح والخاقاني وأبا الحسن استثنوهما فجعلوا الثّانية منهما ياء مكسورة محضة الكسر، قال: "وبذلك كان يأخذ فيهما أبو جعفر بن هلال وأبو غانم بن حمدان وأبو جعفر بن أسامة" انتهى (٣).

فتحصّل للأزرق من ذلك ثلاثة أوجه، وانفرد ابن خاقان فيما رواه الدّاني عنه عن أصحابه عن الأزرق بجعل الثّانية من المضمومتين واو مضمومة خفيفة الضّمّة، قال الدّاني: "كجعله إيّاها خفيفة الكسر" (٤).

وقرأ أبو عمرو وقنبل من طريق ابن شنبوذ من أكثر طرقه، وكذا رويس من طريق


(١) البقرة: ٣١، النور: ٣٣.
(٢) التيسير: ١٥١ ونصه: "وذلك مشهور عن ورش في الأداء دون النص".
(٣) النشر ١/ ٣٨٥، التيسير: ١٥١، التبصرة: ٧٧، الكافي: ٤٤، جامع البيان: ٢٢٠.
(٤) الجامع: ٢٢٤ ونصه: "قال لي الخاقاني عن أصحابه عن النحاس عن أبي يعقوب عن ورش أنه يجعلها واوا مضمومة خفيفة الضمة كجعله إياها ياء خفيفة الكسرة فى ﴿هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ﴾ و ﴿عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ﴾ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>