للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿دَرَجاتٍ﴾ هنا ويوسف (١) فعاصم وحمزة والكسائي، وكذا خلف بالتّنوين فيهما فيحتمل النّصب على الظّرف، و ﴿مَنْ﴾ مفعول أي: نرفع من نشاء مراتب ومنازل، أو منصوب على أنّه مفعول ثان قدّم على الأوّل، وذلك يحتاج إلى تضمين «نرفع» معنى فعل يتعدّى لاثنين وهو «يعطى» مثلا، أي نعطى بالرّفع/من يشاء درجات، أي: رتبا فالدّرجات هي المرفوعة كقوله: ﴿رَفِيعُ الدَّرَجاتِ﴾ (٢)، فإذا رفعت الدّرجة فقد رفع صاحبها، أو النّصب على حذف حرف الجر إلى منازل وإلى درجات، وافقهم الأعمش، وقرأ يعقوب بالتّنوين هنا فقط، وقرأ الباقون بغير تنوين فيهما على الإضافة ف ﴿دَرَجاتٍ﴾ مفعول «نرفع».

وقرأ «من نشاء إن ربك» (٣) بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثّانية واوا مكسورة، وبتسهيلها كالياء نافع وابن كثير وأبو عمرو، وكذا أبو جعفر ورويس، وحكي أيضا عنهم تسهيلها كالواو وضعّف (٤)، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ الباقون بتحقيقهما، وافقهم الحسن والأعمش.

واختلف في ﴿وَالْيَسَعَ﴾ هنا وفي «ص» (٥) فحمزة والكسائي، وكذا خلف بتشديد اللاّم المفتوحة وإسكان الياء في الموضعين على أنّ أصله: «ليسع» ك «ضيغم» وهو اسم أعجمي، ودخول الألف واللام فيه للتّعريف كأنّه قدّر تنكيره ثمّ أدغمت لام التّعريف في لام «ليسع» فصارت واحدة مشدّدة مفتوحة والياء على سكونها، أو أنّه اسم أعجمي لا اشتقاق له لأنّ «الّيسع» يقال إنه: أنّه يوشع بن نون فتى موسى فالألف


(١) الأنعام: ٨٣، يوسف: ٧٦، النشر ٢/ ٢٦٠، مفردة الحسن: ٢٧٦، مصطلح الإشارات: ٢٣٢، إيضاح الرموز: ٢٧٨، الدر المصون ٥/ ٢٦.
(٢) غافر: ١٥.
(٣) الأنعام: ٨٣، النشر ١/ ٣٨٧.
(٤) الهمزتين من كلمتين ٢/ ١٩٦.
(٥) الأنعام: ٨٦، ص: ٤٨، النشر ٢/ ٢٦٠، المبهج ٢/ ١٤٨، مصطلح الإشارات: ٢٣٢، إيضاح الرموز: ٢٧٨، الدر المصون ٦/ ٣٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>