للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وهذه خاتمة في ذكر همزة الوصل والقطع]

أمّا همزة الوصل: فهي كلّ همزة تسقط وصلا وتثبت ابتداء، ولا يجوز إثباتها في الدّرج إلاّ في ضرورة الشعر كقوله (١):

إذا جاوز الإثنين سرّ فإنّه … بنثّ وإفشاء الحديث قمين

وكثر ذلك في أنصاف الأبيات كقوله (٢):

لا نسب اليوم ولا خلّة … إتّسع الخرق على الرّاقع

واختلف في تسميتها بهمزة الوصل مع أنّها تسقط في الوصل، فقيل: أضيفت


(١) البيت من الطويل، وهو لقيس بن الخطيم، والبيت في ديوانه: ١٦٢، وروي:
بنشر وتكثير الحديث قمين
ومن اللغة فيه: نث: نشر الحديث، والقمن القريب والسريع، والبيت في: تاج العروس ٥/ ٣٦٩، تهذيب اللغة: ٩/ ١٦٣، شرح الكافية لابن الحاجب ٢/ ٢٦٥، وسر صناعة الإعراب ١/ ٢٩٩، المفصل: ٤٩٨، وهمع الهوامع ٣/ ٤٠٣، وقال في تصحيح التصحيف للصفدي: ٧٩: "ومن جملة أوهامهم أن يسكنوا لام التعريف في مثل «الاثنين»، وقطعوا ألف الوصل احتجاجا بقول قيس بن الخطيم:
إذا جاوز الإثنين سر فإنه … بنثّ وتكثير الوشاة قمين
والصواب في ذلك أن تسقط همزة الوصل وتكسر لام التعريف، والعلة في ذلك أنه لما دخلت لام التعريف على هذه الأسماء صارت همزة الوصل حشوا، والتقى من الكلمة ساكنان: لام التعريف والحرف الساكن الذي بعد همزة الوصل، فلهذا وجب كسر لام التعريف، وأما البيت فمحمول على الضرورة، على أن أبا العباس المبرد ذكر أن الرواية فيه:" إذا جاوز الخلّين "، قلت:" وقد أحسن، وبالغ في الأمر بحفظه السرّ وألاّ يخرج من فم صاحبه، من فسّر الاثنين في بيت قيس بن الخطيم، أن المراد بذلك الشفتان ".
(٢) البيت من السريع، وقائله أنس بن العباس بن مرداس السلمي، وقيل لأبي عامر جد العباس بن مرداس السلمي، ومن اللغة فيه: الراقع: الذي يصلح موضع الفساد من الثوب، والخلة: الصداقة، والشاهد فيه: قوله «اتسع» حيث أثبت فيه همزة الوصل في الدرج للضرورة، الكتاب ٢/ ٢٥٨، واللّمع ٩٨، وشرح المفصّل ٢/ ١١٣، شرح الشافية ٤/ ١٨٣، همع الهوامع ٣/ ٤٤٥، وشرح الجمل ٢/ ٢٧٥، والارتشاف ٢/ ١٧٢، وأوضح المسالك ١/ ٢٨٧، والمقاصد النّحويّة ٢/ ٣٥١، والتّصريح ١/ ٢٤١، تاج العروس ١٣/ ٤٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>