للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن سكن ما قبلها أدغمها سواء كانت مضمومة أو مكسورة نحو: ﴿يَقُولُ رَبَّنا﴾، ﴿سُبُلَ رَبِّكِ﴾ (١).

فإن انفتحت بعد السّاكن نحو: ﴿فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ﴾ (٢) امتنع الإدغام، لخفّة الفتحة، إلاّ «لام»: ﴿قالَ﴾ نحو: ﴿قالَ رَبُّكُمْ﴾، ﴿قالَ رَجُلانِ﴾ (٣)، فإنّها تدغم حيث وقعت لكثرة دورها، قال اليزيدي:" أدغم "، قال: لأنّ الألف تكفي من النّصب، قال الجعبري:" يشير بهذا إلى قاعدة وهي: إنّ حركة ما قبل المدغم تدلّ عليه، ففتحة ﴿قالَ﴾ الأصلية دلّت على حركة المدغم فخرج من هذا ﴿قالَ رَجُلانِ﴾ (٤) للمغايرة " (٥).

وأمّا «النّون»:

فتدغم إذا تحرّك ما قبلها في الرّاء واللاّم إدغاما خالصا كاملا من غير غنة، أجمع على ذلك من روى الغنّة عنه في النّون السّاكنة والتّنوين من الإدغام الصّغير ومن لم يروها:

فأمّا في الرّاء: ففي خمسة أحرف: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ﴾، ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ﴾، ﴿خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي﴾، ﴿خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ﴾، ﴿خَزائِنُ رَبِّكَ﴾ (٦)، فإن سكن ما قبلها نحو ﴿بِإِذْنِ رَبِّهِمْ﴾، ﴿يَخافُونَ رَبَّهُمْ﴾ (٧)، امتنع الإدغام.

وأمّا في اللاّم: ففي ثلاثة وستين حرفا نحو: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ﴾، ﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ﴾ (٨)


(١) (البقرة: ٢٠٠، ٢٠١)، (النحل: ٦٩) على الترتيب.
(٢) الحاقة: ١٠.
(٣) (كما في: الشعراء: ٢٦، سبأ: ٢٣)، (المائدة: ٢٣)، على الترتيب.
(٤) المنافقون: ١٠.
(٥) كنز المعاني ٢/ ٢٩٦.
(٦) الأعراف: ١٦٧، إبراهيم: ٧، الإسراء: ١٠٠، ص: ٩، الطور: ٣٧ على الترتيب.
(٧) (كما في: إبراهيم: ١، ٢٣، القدر: ٤)، (النحل: ٥٠).
(٨) (البقرة: ٥٥، الإسراء: ٩١)، (البقرة: ٢١٢، الرعد: ٣٣)، على الترتيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>