للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سكون الوقف وعروض سكون الإدغام الكبير لأبي عمرو، وخصّ بعضهم كأبي شامة الثّلاث بالوقف والإدغام بالمدّ إلحاقا له باللازم، والصّواب أنّ سكون إدغام أبي عمرو كسكون الوقف من غير فرق، ولهذا أجروا فيه أحكام الوقف من السّكون والروم والإشمام، وأمّا قول الجعبري بعد أن أثبت الثّلاثة لأبي عمرو: "والمفهوم من عبارة النّاظم يعني الشّاطبي في باب المدّ المدّ"، تعقبه ابن الجزري ب: "أنّ نصّ الشّاطبي على كون الإدغام عارضا قد يفهم منه المدّ وغيره على أنّ الشّاطبي لم يذكر في ساكن الوقف قصرا بل ذكر الوجهين وهما: الطول والتوسط كما نصّ عليه السّخاوي في شرحه - وهو أخبر بكلام شيخه ومراده -" قال: "وهو الصّواب في شرح كلامه لقوله بعد ذلك:

وفي عين الوجهان

فإنّه يريد الوجهين المتقدمين من الطول والتوسط بدليل قوله (١):

… والطّول فضّلا

ولو أراد القصر لقال:" والمد فضل "فمقتضى اختيار الشّاطبي عدم القصر في سكون الوقف فكذلك سكون الإدغام الكبير إذ لا فرق بينهما" (٢).

القسم الثّاني من سببي المدّ: السّبب المعنوي:

وهو: قصد المبالغة في النّفي، وهو عند العرب سبب قوي مقصود لكنّه أضعف من اللّفظي عند علماء هذا الفن، ومنه المدّ للتّعظيم (٣)، وبه قال بعضهم لأصحاب


(١) الشاطبية البيت: ١٧٧.
(٢) إبراز المعاني ١/ ٣٣٧، كنز المعاني ٢/ ٣٠٥، فتح الوصيد ٢/ ٢٧٩، النشر ١/ ٣٣٦، ٣٣٧.
(٣) وهو مد (لا) إذا وقعت قبل (إله) نحو قوله تعالى ﴿اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ حيث ورد عن أصحاب قصر المد المنفصل إذا قرءوا بالتوسيط في (لا) ويسمى مد المبالغة لأنه طلب للمبالغة في نفي إلهية سوى الله سبحانه، معجم المصطلحات: ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>