للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القسم الثّالث: الحذف:

وهو في: ﴿وَكَأَيِّنْ﴾ في سبعة مواضع: ب «آل عمران» و «يوسف» وموضعي «الحج»، وفي «العنكبوت» و «القتال» و «الطلاق» (١)، فوقف أبو عمرو وكذا يعقوب على الياء في السّبعة ووافقة اليزيدي والحسن، ووقف الباقون على النّون (٢).

وعزي الوقف على الياء لأبي عمرو في (التيسير) لطريق ابن اليزيدي، وتبعه الشاطبي من غير عزو، وكذا ابن الجزري في (النشر)، وابن اليزيدي ليس من طرقنا، وقال في (جامع البيان) بعد أن ذكرها بالياء في وقف أبي عمرو: "حدثنا عبد العزيز بن جعفر، حدثنا عبد الواحد بن عمر، حدثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني عبيد الله بن محمد عن أخيه أبي جعفر أحمد بن محمد، وعمه إبراهيم بن أبي محمد عن أبي محمد عن أبي عمرو أنه كا يقف على الياء".

واختلف في ذلك عن الكسائي، فروى عنه سورة بن المبارك أنه كان يقف على الياء، وروى عنه الفراء وقتيبة أنه كان يقف على النون، انتهى، وابن سورة ليس من طرقنا.

وقال ابن غلبون في (تذكرته) (٣): "لا خلاف بينهم - أي بين السبعة أنه بالنون وقفا ووصلا ك «السجن»، وحمل ما روي عن أبي عمرو والكسائي على أن المراد به أنهما لم يقرآ كابن كثير بغير ياء، بل بالياء المشددة يقفان على المدغمة منهما في وصلهما، لأنها ساكنة، فلا بد من وقيفة عليها، ويؤيده أن احتباس اللسان في موضع الحرف المدغم لما زيد فيه من التضعيف بالإدغام أكثر من احتباسه في غير المدغم، فلذلك قيل: إنهما كانا يقفان على الياء مرادا به الإدغام الذي فيها، وأيضا فإن الفراء


(١) آل عمران: ١٤٦، يوسف: ١٠٥، الحج: ٤٥، ٤٨، العنكبوت: ٦٠، محمد: ١٣، الطلاق: ٨.
(٢) النشر ٢/ ١٥٢، إيضاح الرموز: ٢٤٧.
(٣) النشر ٢/ ١٤٣، التذكرة ٢/ ٢٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>