للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الثّاني في ذكر حكم هاء الكناية (١)

ذكروه بعد الإدغام لأنّه أوّل أصل اختلف فيه وقع بعد الإدغام الواقع في «الفاتحة» وهو: ﴿فِيهِ هُدىً﴾ (٢).

ويسمّيها البصريون ضميرا، وهو: "اسم مبني لشبه الحرف وضعا وافتقارا على حركة لتوحيده".

وكانت ضمّة تقوية لها ووصلت بمد لخفائها وانفرادها، وكانت المدّة وواوا اتباعا، وكسرت الهاء مع الكسرة والياء مجانسة فصارت الصّلة ياء لذلك، وفتحت للمؤنث فصارت ألفا، وحذفت الصّلة وقفا تخفيفا وبقيت الألف في المؤنث للدّلالة على الفرعية (٣).

[وتأتي باعتبار طرفها على أربعة أقسام]

الأوّل: أن تقع بين متحركين نحو: ﴿إِنَّهُ هُوَ﴾، ﴿قالَ لَهُ صاحِبُهُ﴾، و ﴿يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً﴾، ﴿فِي رَبِّهِ﴾ … ﴿إِذْ قالَ﴾ (٤) ولا خلاف في صلتها بعد الضّم بواو وبعد الكسر بياء لأنّها حرف خفي إلاّ ما يستثنى إن شاء الله - تعالى -.


(١) وهي «هاء الكناية»، و «هاء الضمير»، وهي الهاء الزائدة العائدة على المفرد الغائب.
(٢) البقرة: ٢، يريد أن التعرض للظواهر القرآنية يترتب بحسب وقوعها في التلاوة، فالإدغام أولا لأنه أول ظاهرة قرآنية وقعت في القرآن، في الفاتحة: ﴿(الرَّحِيمِ مالِكِ)﴾، وهاء الكناية ثانيا لأنها الظاهرة الثانية التى عرضت للقراءة.
(٣) كنز المعاني ٢/ ٣١٦، الكتاب ٢/ ٥.
(٤) (كما في: البقرة: ٣٧، ٥٤، الأنفال: ٦١، يوسف: ٣٤، ٨٣، ٩٨، ١٠٠، الإسراء: ١، القصص: ١٦، العنكبوت: ٢٦، الزمر: ٥٣، غافر: ٥٦، فصلت: ٣٦، الدخان: ٦، ٤٢، الذاريات: ٣٠، الطور: ٢٨، البروج: ١٣)، (الكهف: ٣٧)، (البقرة: ٢٦) على الترتيب، أما جملة (في ربه … إذ قال)، ذكرهما المؤلف كأمثلة للصلة بالواو والياء وهما جزء من الآية: ٢٥٨ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>