للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإسكان الهاء من غير ألف فعلا مضارعا ﴿الْعُمْيِ﴾ بالنّصب على المفعول به، وافقه الشّنبوذي، وعن المطّوّعي بكسر الباء الموحدة وفتح الهاء وألف بعدها والتّنوين الدّال «العمي» بالنّصب به وهو الأصل، وقرأ الباقون كذلك لكن بغير تنوين مضافا ل ﴿الْعُمْيِ﴾.

واتفقوا على الوقف على ﴿بِهادِي﴾ (١) في هذه السّورة بالياء موافقة لخط المصحف الكريم واختلفوا في «الرّوم» فوقف حمزة والكسائي، وكذا يعقوب بالياء، أمّا حمزة فلأنّه يقرؤها: «يهدي» فعلا مضارعا مرفوعا فياؤه ثابتة، قال الكسائي: من قرأ «يهدي» لزمه أن يقف بالياء، وإنّما لزمه ذلك لأنّ الفعل لا يدخله تنوين في الوصل تحذف له الياء فيكون في الوقف كذلك، كما يدخل التّنوين على «هاد» ونحوه فتذهب الياء في الوصل، فيجري الوقف على ذلك لمن وقف بغير ياء انتهى، ويلزم على ذلك أن يقف على «يقضي الحق» و «يدع الإنسان» بإثبات الياء والواو، ولكن يلزم حمزة مخالفة الرّسم دون القياس، وأمّا الكسائي فإنّه يقرأوها ﴿بِهادِي﴾ اسم فاعل كالجماعة فإثباته للياء بالحمل على هادى في هذه السّورة، وفيه مخالفة للرسم.

وقرأ «أن الناس» (٢) بفتح الهمزة على نزع الخافض، أي: بأنّ النّاس عاصم وحمزة والكسائي، وكذا يعقوب وخلف، ويدل عليه التصريح بها في قراءة عبد الله "بأنّ النّاس"، ثمّ إنّ هذه الباء يحتمل أن تكون معدّية، وأن تكون سببية، أي: تحدثهم بأنّ النّاس أو بسبب انتفاء الإيمان، ووافقهم الأعمش والحسن، وقرأ الباقون بالكسر على الاستئناف، ثمّ هو محتمل لأن يكون من كلام الله وهو الظاهر، وأن يكون من كلام الدابة فيعكر عليه ﴿بِآياتِنا﴾، ويجاب عنه إمّا باختصاصها فتصح إضافة الآيات


(١) انظر الدر المصون ٨/ ٦٤١.
(٢) النمل: ٨٢، المبهج ٢/ ٧٤٣، مصطلح الإشارات: ٤٠٥، إيضاح الرموز: ٥٧٦، الدر المصون ٨/ ٦٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>