للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الأعمش والشّنبوذي عنه كذلك إلاّ أنّه فتح الدّال ورويت عن قتادة وأبان بن عثمان وغيرهما قال ابن جني: وهو بناء عزيز لم يحفظ منه إلاّ السكينة بفتح الفاء وتشديد العين انتهى، وقد حكى الأخفش فيما ذكره في (الدر) ك (البحر): "فعليه السكينة والوقار، و «كوكب درّيء» من درأته" (١).

واختلف في ﴿يُوقَدُ﴾ (٢) فنافع وابن عامر وحفص بياء من تحت مضمومة وإسكان الواو وتخفيف القاف ورفع الدّال على التذكير مبنيّا للمفعول من «أوقد»، أي: المصباح، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو، وكذا أبو جعفر ويعقوب بتاء من فوق مفتوحة وفتح الواو والدّال وتشديد القاف على وزن «تفعل» فعلا ماضيا فيه ضمير يعود على المشكاة أو الزجاجة على حدّ: «أوقدت القنديل والمسجد»، ووافقهم اليزيدي، وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي، وكذا خلف بالتاء من فوق مضمومة وإسكان الواو وتخفيف القاف ورفع الدّال على التّأنيث مضارع: «أوقد» وهو مبني للمفعول، والقائم مقام الفاعل ضمير يعود على زجاجة أو المشكاة فاستتر في الفعل (٣)، ووافقهم الأعمش وعن ابن محيصن والحسن بتاء من فوق مفتوحة وضم الدّال وفتح الواو والقاف مشددا مضارع «توقد»، والأصل «تتوقد» بتائين فحذف إحداهما ك «يتذكر»، والضمير للزجاجة، والزجاجة القنديل والمصباح السراج، أي:

الفتيلة الموقودة، والمشكاة الطاقة غير النافذة، أي: الأنبوبة في القنديل.

وقد تحصل في ﴿دُرِّيٌّ﴾ و ﴿يُوقَدُ﴾ ثمان قراءات في كلّ أربع:

فالأولي: ﴿دُرِّيٌّ﴾ بضمّ الدّال وتشديد الياء مرفوعة من غير همز ﴿يُوقَدُ﴾ بضمّ الياء من تحت وفتح القاف مخففة وضم الدّال لنافع وابن عامر وحفص.


(١) الدر المصون ٨/ ٤٠٧، البحر المحيط ٦/ ٤٥٦.
(٢) النور: ٣٥، النشر ٢/ ٣٣٣، المبهج ٢/ ٧٢٤، مفردة ابن محيصن: ٢٩٠، مفردة الحسن: ٤٠٦، مصطلح الإشارات: ٣٨٥، إيضاح الرموز: ٥٥٦، الدر المصون ٨/ ٤٠٧.
(٣) ما بين المعقوفين في (ط) [للفعل].

<<  <  ج: ص:  >  >>