للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[والقرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان]

فالقرآن هو: الوحي المنزل للإعجاز والبيان.

والقراءات: اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في الحروف أو كيفيتها من تخفيف وتشديد وغيرهما (١).

ثمّ إنّ هذا العلم كما قاله صاحب (الضوابط والإشارات) (٢): "ينحصر القول فيه في: وسائل ومقاصد:

الأوّل: في الوسائل: وتنحصر في سبعة أجزاء: الأسانيد، وعلم العربية؛ ومنه مخارج الحروف وصفاتها، وفي الوقف/والابتداء، والفواصل - وهو فنّ عدد الآيات -، ومرسوم الخطّ، والاستعاذة، والتّكبير.

لأنّ الكلام في هذا الفنّ إمّا أن يكون راجعا إلى نفس النّطق أو لا، وما كان بحسب تصحيحه فإمّا أن يكون بالنّظر إلى الحرف من حيث الذّات أو من حيث الوصف، الأوّل فمن المخارج، والثّاني فمن الصّفات، وأمّا ما لا يكون النّظر فيه راجعا إلى نفس النّطق: فإمّا أن يكون باعتبار ما يتمشّى على لسان العرب أو باعتبار ما يحسن من قطع الكلام ووصله، الأوّل: العربية، والثّاني: الوقف والابتداء.

وأمّا ما لم يكن النّظر فيه راجعا إلى معنى الكلام من الحيثيّة المذكورة ولا إلى النّطق به واندرج فيه ما لم يكن النّظر فيه بحسب تصحيح النّطق به لأنّ نفي المطلق يستلزم نفي المقيّد، فإمّا أن يكون النّظر فيه الخط أو لا، الأوّل: المرسوم، والثّاني: إما أن يكون البحث فيه عن كونه فاصلة أو لا، الأوّل: العدد، والثّاني: إمّا يبحث فيه عن مشروعيّته عند الأداء أو لا، الأوّل: الاستعاذة والتّكبير، والثّاني: الإسناد.


(١) إتحاف فضلاء البشر ١/ ٧.
(٢) كتاب الضوابط والإشارات لأجزاء علم القراءات، من تأليف: إبراهيم بن عمر بن حسن البقاعي الشافعي، وقد طبع الكتاب بدار الصحابة للتراث، انظر: ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>