للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تعرف المغاربة غيره عنه، والمراد بالكسرة المقدرة المذكورة أوّلا نحو ﴿وَالنَّهارِ لَآياتٍ﴾ (١) إذا وقف على الرّاء أو أدغمت في اللاّم، وخرج/بالمتطرفة ﴿وَنَمارِقُ﴾ (٢)، وبتحقيقا ﴿الْجَوارِ﴾ و ﴿تُمارِ﴾ (٣) فإنّها متوسطة حكما لا لفظا لكن الأولى تمال كما يأتي، والأخرى لا إمالة فيها، وتقديرا يشمل نحو ﴿وَعَلى أَبْصارِهِمْ﴾ (٤)، وأخرج قوله غير مسبوقة بأخرى نحو ﴿الْأَبْرارِ﴾ (٥)، واختصت بالأسماء لأنّها المجرورة.

فصل:

وخرج عن هذا الأصل ثمانية أحرف:

أوّلها: ﴿وَالْجارِ﴾ موضعي «النساء» (٦)، و ﴿وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ﴾ فقرأه الدّوري عن الكسائي بالإمالة مختصا به لأجل الكسرة، وهو قياس أصله، ووافقه اليزيدي، وفتحه أبو عمرو للأثر وتنبيها على أنّ كسرة الرّاء وإن رجحت لا تحتم، وقيل: لقلّة دوره، لكن قال الحكري (٧) أنّه ضعّف إلاّ أنّه اختلف عن الدّوري عنه، والجمهور عنه على الفتح وهي رواية المغاربة وعامة المصريين وروى ابن فرح عنه الإمالة، وقرأ الباقون بالفتح إلاّ أنّه اختلف عن ورش من طريق الأزرق ففي (الكافي) و (التّيسير) وغيرهما عنه الإمالة الصّغرى، وبها قرأ الدّاني على فارس، وبالفتح قطع له صاحب (الهداية) و (الهادي) و (التّلخيص) وغيرهم والوجهان له في (الشّاطبيّة) والفتح له من زيادتها على أصلها (٨).


(١) آل عمران: ١٩٠.
(٢) الغاشية: ١٥.
(٣) (الشورى: ٣٢، الرحمن: ٢٤، التكوير: ١٦)، الكهف: ٢٢.
(٤) البقرة: ٧.
(٥) آل عمران: ١٩٣، الإنسان: ٥، الانفطار: ١٣، المطففين: ١٨، ٢٢، كنز المعاني ٢/ ٨٤٩
(٦) النساء: ٣٦، تلخيص العبارات: ٤٨، الهادي: ١٧٨.
(٧) قال في النجوم الزاهرة ١/ ٤٠٧: «و ﴿وَالْجارِ﴾ مطلقا بإمالته الدوري عن الكسائي للكسرة».
(٨) النشر ٢/ ٥٦، كنز المعاني ٢/ ٨٤٩، الكافي: ٦٢، التيسير: ٥٠، إيضاح الرموز: ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>