للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثّاني: ﴿هارٍ﴾ في «التوبة» (١) قرأه قالون وأبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر والكسائي بالإمالة للكسرة وافقهم اليزيدي إلاّ أنّه اختلف عن قالون وابن ذكوان، بالفتح لقالون قرأ الدّاني على أبي الحسن ابن غلبون وبالإمالة على فارس، ولم يذكر المغاربة عن قالون غيره وكلاهما صحيح عنه، وأمّا ابن ذكوان فأماله عنه الصّوري وكذا ابن الأخرم عن الأخفش عنه، وفتحه عنه الأخفش من طريق النّقاش، والوجهان في (الشّاطبيّة) كظاهر أصلها، وقرأه الأزرق عن ورش بين بين، وقرأه الباقون بالفتح.

واختلف في ﴿هارٍ﴾ هل أصله «هور» من: «هار»، «يهور»، أو «هير» من:

«هار»، «يهير»؛ فتكون الألف على هذا عين الكلمة وتكون الرّاء متطرفة تحقيقا مباشرة للألف كذلك، وقيل: الألف زائدة والأصل «هاور» أو «هائر» من: «هار»، «يهور» أو «يهير»، ثمّ حذفت العين وبقيت ألفا واللام، واختلف في طريق حذف العين فقيل:

حذفت من غير تأخير لها إلى موضع اللاّم، فعلى هذا وعلى الأوّل إعرابه ظاهر بكسر الرّاء وتكون الرّاء متطرفة تحقيقا، ومباشرة للألف لفظا لا تحقيقا إذ العين محذوفة، وقيل: طريق حذف العين أنّها نقلت إلى موضع اللاّم وقدّمت اللاّم إلى موضعها فصارت ك: «غاز» و «رام»، على (٢) الوجهين في أنّ العين واو أو ياء ثمّ أعلّ كإعلال:

«غاز» أو «رام»، بأن قلبت الواو ياء ثمّ حذفت كسرتها ثمّ الياء للسّاكنين فعلى هذا إعرابه تقديري بكسرة مقدرة على الياء المقدرة، وعلى هذا فاندراجه في الأصل السّابق باعتبار الأصل إذ الرّاء متطرفة باعتباره فاتّضح بهذا قول الجعبري: " «هار» أصله «هائر» أو «هاور» من: «هار» انهدم، ثمّ أعلّ بالقلب التحويلي ثمّ ك «قاض»، أو «هور» فأبدل فعلى هذا واضح، وعلى الأوّل عند من أجرى الإعراب على الرّاء" (٣) أي على أنّ الألف عين الكلمة أو زائدة والعين محذوفة دون تقدير تأخيرها، ويتضح


(١) التوبة: ١٠٩، النشر ٢/ ٥٨، كنز المعاني ٢/ ٨٥٣، إيضاح الرموز: ٢١٠.
(٢) في جميع المخطوطات ما عدا (الأصل) و (أ، ط) بزيادة [أحد].
(٣) كنز المعاني ٢/ ٨٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>