للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القراءات وتوجيهها]

اختلف في همز ﴿وَأَنَّهُ تَعالى﴾ (١) وما بعده إلى قوله سبحانه ﴿وَأَنّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ﴾، وجملته اثنا عشر همزة وهي: ﴿وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا﴾ ﴿وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ﴾ ﴿وَأَنّا ظَنَنّا﴾ ﴿وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ﴾ ﴿وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا﴾ ﴿وَأَنّا لَمَسْنَا﴾ ﴿وَأَنّا كُنّا﴾ ﴿وَأَنّا لا نَدْرِي﴾ ﴿وَأَنّا مِنَّا الصّالِحُونَ﴾ ﴿وَأَنّا ظَنَنّا﴾ ﴿وَأَنّا لَمّا سَمِعْنَا﴾ ﴿وَأَنّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ﴾ (٢) فابن عامر وحفص وحمزة والكسائي، وكذا خلف بفتح الهمزة فيهنّ عطفا على مرفوع ﴿أُوحِيَ﴾ فتكون كلّها في موضع رفع ما لم يسم فاعله، قاله أبو حاتم، وعورض بأنّ أكثرها لا يصح دخوله تحت معمول ﴿أُوحِيَ﴾ وهو كلّ ما كان فيه ضمير المتكلم ألا ترى أنّه لو قيل: "أوحي إلىّ: أنّا لمسنا السماء، وأنّا كنا نقعد، وأنّا لا ندرى، وأنّا منا الصالحون، وأنّا سمعنا الهدى، وأنّا منا المسلمون لم يستقم معناه، انتهى، وخرّجت قراءة الفتح أيضا على أنّ تلك كلّها معطوفة على الضّمير المجرور في ﴿بِهِ﴾ من قوله ﴿فَآمَنّا بِهِ﴾، أي: وبأنّه، وكذلك باقيها، قال أبو حيّان:" وهذا جائز على مذهب الكوفيين، وهو الصحيح قال السمين:" وهذا وإن كان قويّا من حيث المعنى إلاّ أنّه ممنوع من حيث الصناعة لما عرفت من أنّه لا يعطف على الضّمير المجرور إلاّ بإعادة الجار، على أنّ مكيّا (٣) قد قوّى/هذا بمدرك آخر وهو حسن جدا فقال: "هو - يعني العطف على الضّمير المجرور دون إعادة الجار - في (أنّ) أجود منه في غيرها لكثرة حذف حرف الجر مع (أن) "، وقال جماعة: الفتح عطفا على محل به من «آمنا به»، وقال جار الله: "كأنّه قال: صدّقناه وصدّقنا أنه تعالى جد ربنا وأنه كان يقول سفيهنا، وكذلك البواقى"، إلاّ أنّ مكيّا ضعفه فقال: "والفتح في ذلك على الحمل على معنى «آمنا به»


(١) الجن: ٣، النشر ٢/ ٣٩١، المبهج ٢/ ٨٦٣، مفردة الحسن: ٥٣٣، المصطلح: ٥٣٧، إيضاح الرموز: ٧١١، الدر المصون ١٠/ ٤٨٥، البحر المحيط ١٠/ ٣٩٤، الكشاف ٤/ ٦٢٣.
(٢) الجن: ٣، ٤، ٥، ٦، ٧، ٨، ٩، ١٠، ١١، ١٢، ١٣، ١٤، ١٩.
(٣) إعراب مشكل القرآن ٢/ ٤١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>