للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعله اختيار منهم، وليس التّكبير بلازم لأحد من القرّاء، فمن فعله فحسن، ومن لم يفعله لا حرج عليه.

المبحث الثّالث: في صيغته:

اعلم أنّه لم يختلف فيه أنّه (الله أكبر) قبل التسمية، إلاّ أنّه اختلف عن البزّي والجمهور عنه على تعيين هذا اللفظ من غير زيادة ولا نقص وبه قطع في (التّيسير) له من طريق أبي ربيعة، وبه قرأ على أبي القاسم الفارسي (١).

وقد زاد جماعة قبله التهليل تكميلا له بكلمة التوحيد، وهو طريق ابن الحباب وغيره عن البزّي، وهي رواية حسنة ثبتت روايتها وصحّ سندها، قال ابن الحباب:

سألت البزّي كيف التّكبير؟، فقال:" لا إله إلا الله والله أكبر "، وزاد بعضهم على ذلك:

"ولله الحمد "ثمّ يبسملون، وهي طريق أبي طاهر بن أبي هاشم عن ابن الحباب (٢).

وأمّا قنبل فقطع له جمهور المغاربة ممن روى عنه: التّكبير فقط من غير زيادة، وهو الذي في (الشّاطبيّة) و (تلخيص) أبي معشر (٣)، وزاد التهليل له أكثر المشارقة وبه قطع له العراقيون من طريق ابن مجاهد، وقال في (المستنير):" قرأت به لقنبل على جميع من قرأت عليه " (٤)، وقطع له سبط الخيّاط به في (كفايته) من الطريقين، وفي (المبهج) من طريق ابن مجاهد فقط (٥)، وزاد له التحميد أيضا أبو الكرم عن ابن الصّبّاح (٦).

وإذا تقرر هذا فلتعلم أنّ التّهليل مع التّكبير مع الحمد عند من رواه حكمه حكم


(١) انظر: التيسير ٥٣٦، النشر ٢/ ٤٣٠، جامع البيان ٧٩٨.
(٢) النشر ٢/ ٤٣١، الكفاية الكبرى ١٤٤.
(٣) الشاطبية ٩٠، التلخيص: ٤٨٨، النشر ٢/ ٤٣٢.
(٤) المستنير ٢/ ٥٢٢.
(٥) الكفاية في الست ق/ ١٣٦، المبهج ٣/ ٤٣٥، النشر ٢/ ٤٣٢.
(٦) المصباح ٢/ ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>