للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا القسم الثّاني من المقاصد

فهو ما البحث فيه عن الكلمة بالنّظر إلى ما يغير معناها غالبا، وهو إمّا أن تتكرر فيه الكلمة ويقع الخلاف فيها في كلّ موضع وقعت فيه، أو في أكثر المواضع أو لا تتكرر:

فالأوّل: يضبط الخلاف فيه في أوّل موضع وقعت فيه تلك الكلمة ويضمّ إليها ما يشبهها ثمّ تعاد كلّها أو أكثرها في محاله للإيضاح وعدم مشقّة المراجعة/، ويغتفر التّكرار لمزيد الفائدة، وتفصيل المجمل؛ بل ليس التّفصيل بعد الإجمال تكرارا.

والثّاني: وهو الذي لا يتكرر؛ يورد منثورا على حسب التّرتيب القرآني كالسّابق مع توجيه كلّ قراءة وإعرابها تلوها ممّا كتبته وانتقيته من «إعراب القرآن» (١) للعلامة شهاب الدين الحلبي المعروف بالسّمين، و «البحر» لشيخه إمام النّحاة في عصره أبي حيّان، وتفسير الأستاذ العلامة القاضي ناصر الدين البيضاوي، وشرحي (الشّاطبيّة) للمحقق أبي إسحاق الجعبري، وأبي عبد الله محمد المعروف بشعلة، وغيرها (٢).

مفتتحا كلّ سورة بعدد حروفها وكلمها، وتعيين آيها حسبما ذكره عبد الواحد بن شيطا في كتابه المفرد لذلك، والجعبري في (حسن المدد بفن العدد) مختتما بما فيها من مرسوم خط المصاحف العثمانية، والوقف والابتداء ممّا كنت أفردته مسودّة، وتجزئتها إلى الأرباع والأنصاف والأحزاب لتتم الفائدة.

وهذا القسم يسميه أهل هذا الفن ب «فرش الحروف» (٣): مصدر: فرش، أي نشر، وبعضهم بالفروع مقابلة الأصول.


(١) وهو الكتاب المعروف بالدر المصون.
(٢) تفسير البحر المحيط لأبي حيان، وأنوار التنزيل للبيضاوي، وكنز المعاني للجعبري وشعلة.
(٣) الفرش: ويسمى الجزئيات؛ وهي الألفاظ التي اختلف فيها القراء أو الرواة، والتي لا تندرج ضمن قاعدة من أصول القراءة، وسميت بالفرش لتفرقها وانتشارها في السور، وسماها البعض فروعا، كنز المعاني ٣/ ١٠٩٩، مقدمات في علم القراءات: ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>