للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخفاش، ولا يعترض عليه بأنّ الرّسم إنّما هو ﴿طَيْراً﴾ بغير ألف لأنّه محذوف تخفيفا فهو يوافقه تقديرا فالرّسم محتمل لا مناف، وافقهما الحسن، وقرأ أبو جعفر المعرفين من السّورتين بالإفراد أيضا، وهما الأوّلان، وقرأ الباقون بغير ألف ولا همز في السّورتين فيحتمل أن يراد به اسم الجنس أي: جنس الطير، وعلى هذا فيحتمل أن يراد به الواحد فما فوقه، ويحتمل أن يراد به الجمع لا سيما عند من يرى: أنّ «طيرا» صيغة جمع نحو: "ركب، وصحب، وتجر" جمع: "راكب وصاحب وتاجر"، وهو الأخفش (١)، وأمّا سيبويه (٢) فهي عنده أسماء جموع لا جموع صريحة.

وقرأ ﴿بُيُوتِكُمْ﴾ (٣) بكسر أوّله قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وذكر في السّابقة (٤).

وزاد ياء في «أطيعوني» (٥) في الحالين يعقوب، وفي الوصل الحسن، وحذفها في الحالين الباقون.

وأمال ﴿أَنْصارِي﴾ (٦) الدّوري عن الكسائي، وفتحه الباقون.

وفتح ياء الإضافة منه نافع وكذا أبو جعفر، وسكّنها الباقون.

واختلف في ﴿فَيُوَفِّيهِمْ﴾ (٧) فحفص وكذا رويس بياء الغيبة على الالتفات من التّكلم إلى الغيبة تفنّنا في الفصاحة، وافقهم الحسن، وقرأ الباقون بالنون جريا على ما تقدّم من اتّساق النّظم، ولكن جاء هناك بالمتّكلم وحده وهنا بالمتكلم وحده المعظّم


(١) معاني القرآن للأخفش ٢/ ٥٠٤.
(٢) الكتاب ٣/ ٦٢٤.
(٣) آل عمران: ٤٩، إيضاح الرموز: ٣٢٢.
(٤) سورة البقرة: ١٨٦، ٣/ ١٦٧.
(٥) آل عمران: ٥٠، مفردة الحسن: ٢٥١، مصطلح الإشارات: ١٩٧.
(٦) آل عمران: ٥٢، النشر ٢/ ٥٦، مصطلح الإشارات: ١٩٧، إيضاح الرموز: ٣٣٦.
(٧) آل عمران: ٥٧، النشر ٢/ ٢٤١، المبهج ٢/ ١٥٢، مفردة الحسن: ٢٤١، مصطلح الإشارات: ١٨٤، إيضاح الرموز: ٣٢٢، الدر المصون ٣/ ٢١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>