كتاب لطائف الإشارات لفنون القراءات

القراءات وتوجيهها - [* الربع السادس من الجزء الثالث * ﴿إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين]﴾ - ج: 3 - ص: 356

مفسّر له، وغلّط ابن الجزري ابن مهران في تخصيصه الكسر بنافع وحده (١)، وقرأ الباقون بالفتح بدل من ﴿أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ،﴾ وتلك موضعها جر بعد إسقاط الخافض، إذ الأصل «بأني»، ف «بأني» متعلق ب ﴿رَسُولاً،﴾ وهو مذهب الخليل والكسائي، أو موضعها نصب بعد إسقاط الخافض وهو الباء/وهذا مذهب سيبويه والفراء (٢)، أو يكون ﴿أَنِّي أَخْلُقُ﴾ بدل من آية فيكون محلها الجر، أي: وجئتكم بأني أخلق لكم، وهذا نفسه من الآيات، وهذا البدل يحتمل أن يكون "كلاّ من كلّ " إن أريد بالآية شيء خاص، وأن يكون "بدل كلّ من بعض" إن أريد بالآية الجنس (٣).

وفتح ياء الإضافة من ﴿أَنِّي أَخْلُقُ﴾ ابن كثير وأبو عمرو ووافقهما ابن محيصن واليزيدي.

وقرأ ﴿كَهَيْئَةِ﴾ (٤) بالمدّ المشبع وبالتوسط ورش من طريق الأزرق، وأبدل همزته ياء وأدغم الياء الأولى في الثّانية أبو جعفر بخلف عنه، والباقون بالهمز وبه قرأ أبو جعفر في الوجه الثّاني عنه، ووقف حمزة عليها بالنّقل على القياس والإدغام كما ذهب إليه بعضهم إلحاقا للزائد، وحكى التّخفيف بين بين وضعف.

واختلف في ﴿الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ﴾ في الموضعين هنا (٥)، وفي «المائدة» ﴿الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي﴾ (٦) فنافع وكذا أبو جعفر ويعقوب بألف بعدها همزة مكسورة في «طائر» المنكر من السّورتين على إرادة الواحد، والتّقدير: فيكون ما أنفخ فيه طائرا، قال بعضهم: لأنّه لم يخلق غير

---

(١) قال في النشر ٢/ ٢٧٣: "وقول ابن مهران الكسر لنافع وحده غلط"، الغاية: ٢١٢.
(٢) الكتاب ١/ ١٧، ٣/ ١٢٧، معاني القرآن للفراء ١/ ١٤٨، ٢/ ٢٣٨.
(٣) إملاء أبي البقاء ١/ ١٣٥، البحر المحيط ٢/ ٤٦٥، الكشف ١/ ٣٤٤.
(٤) آل عمران: ٤٩، النشر ٢/ ٢٤١، إيضاح الرموز: ٣٢٢، مصطلح الإشارات: ١٨٤.
(٥) آل عمران: ٤٩، الدر المصون ٣/ ١٩٧، مفردة الحسن: ٢٤١، النشر ٢/ ٢٤١، مصطلح الإشارات: ١٨٤، إيضاح الرموز: ٣٢٢.
(٦) المائدة: ١١٠.