للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿وَيُعَلِّمُهُ﴾ (١) فنافع وعاصم وكذا أبو جعفر ويعقوب بياء الغيبة مناسبة لقوله ﴿يُبَشِّرُكِ﴾ و ﴿يَخْلُقُ﴾ و ﴿قَضى﴾ وقرأ الباقون بالنّون على أنّه إخبار من الله بنون العظمة خبرا لقولها ﴿رَبِّ أَنّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ﴾ على الالتفات، قاله الجعبري.

وإمالة ﴿وَالتَّوْراةَ﴾ (٢) بين بين لقالون وورش وحمزة في وجه، ومحضة لأبي عمرو وابن ذكوان وحمزة في الوجه الثّاني عنه، والكسائي وكذا خلف، وافقه اليزيدي والأعمش في أوّل السّورة.

وكذلك فتح همزة ﴿وَالْإِنْجِيلَ﴾ (٣) للحسن.

وروى أبو جعفر ﴿إِسْرائِيلَ﴾ (٤) بتسهيل همزته، وافقه المطّوّعي، واختلف في مدها لورش من طريق الأزرق كما تقدم في السّابقة، وعن الحسن حذف الألف والياء.

واختلف في ﴿أَنِّي أَخْلُقُ﴾ (٥) فنافع وكذا أبو جعفر بفتح ياء الإضافة، وكسر الهمزة على إضمار القول أي: فقلت ﴿أَنِّي أَخْلُقُ،﴾ أو على الاستئناف أو التفسير فسّر بهذه الجملة قوله ﴿بِآيَةٍ﴾ كأنّ قائلا يقول: وما الآية؟، فقال هذا الكلام، ونظيره ما سيأتي ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ،﴾ ثمّ قال: ﴿خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ﴾ (٦)، ف ﴿خَلَقَهُ﴾ مفسّرة للمثل، وهذا الوجه الصّائر إلى الاستئناف، فإنّ المستأنف يؤتى به تفسيرا لما قبله، إلاّ أنّ الفرق بينه وبين ما قبله أنّ الوجه الذي قبله لا تجعل له تعلقا بما تقدّم ألبتة بل جييء به لمجرد الإخبار بما تضمنه، والوجه الثّالث: تقول أنّه متعلق بما تقدّمه


(١) آل عمران: ٤٨، النشر ٢/ ٢٤٠، مصطلح الإشارات: ١٨٤، إيضاح الرموز: ٣٢١، كنز المعاني ٣/ ١٣٣٠.
(٢) آل عمران: ٤٨، النشر ٢/ ٦١، سورة آل عمران: ٣، ٣/ ٣٣٨.
(٣) آل عمران: ٤٨، سورة آل عمران: ٣، ٣/ ٣٣٩.
(٤) آل عمران: ٤٩، سورة البقرة: ٤٠، ٣/ ٨٨.
(٥) آل عمران: ٤٩، النشر ٢/ ١٦٥، ٢/ ٢٤١، المبهج ٢/ ١٥٢، مصطلح الإشارات: ١٩٧، إيضاح الرموز: ٣٣٦، الدر المصون ٣/ ٣٩٩ بتصرف.
(٦) آل عمران: ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>