للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوع الأوّل الكبير

ويكون في فصلين:

الأوّل: في المثلين، والآخر: في المتقاربين.

وهذا بالنّظر إلى الأوّل، وإلاّ فلا إدغام إلاّ إدغام مثل في مثله، ألا ترى أنّ المتقارب يقلب من جنس الحرف الآخر فيؤول إلى أنّه إدغام مثل في مثله، لأنّ حقيقة الإدغام تنافي إبقاء الأوّل على حالة تخالف الثّاني في الحقيقة.

وعادة كثير من المؤلفين يذكرونه بعد الفاتحة لأجل ﴿الرَّحِيمِ * مالِكِ﴾ (١)، ويبدءون بالمثلين قبل المتقاربين، فمشيت على رسمهم في تقديمه أوّل الأصول لما ذكر، وأخّرت سورة الفاتحة لأوّل الفرش لما لا يخفى.

[وفائدة الإدغام]

التّخفيف، لثقل عود اللسان إلى المخرج أو مقاربه، والاستمرار في سنن واحد كالمقيد (٢).

[والفرق بين الإدغام الكبير والصغير]

أنّ الصّغير: يكون أوّل حرف فيه ساكنا، والكبير: أوّلهما متحركا ثمّ يسكن، فهو أبدا أزيد رتبه، ولهذا سمّي كبيرا.

وقيل: لكثرة وقوعه.

وقيل: لأنّ الحركة أكثر من السّكون.


(١) الفاتحة: ٣، ٤.
(٢) كنز المعاني ٢/ ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>