للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القسطلاني عند ختم القرآن في آخر كلّ شهر يعمل طعاما ويجمع عليه من كان يحضره كما حكاه عنه ولده الشّيخ قطب الدين أبو بكر في" ورد الزائد " (١)، وهؤلاء قوم بسطتهم رؤية النّعمة في الطاعة من الله ففرحوا بها وقاموا بشيء من واجب شكرها، وقد قال الله - تعالى - ﴿بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ﴾ (٢) فينبغي الجمع بين هذا الأربعة فيصل الخاتمة بالفاتحة ويتعرض لنفحات الله بالاستغفار ثمّ الدعاء ثمّ يطعم.

[تنبيه]

وأمّا تكرير سورة الاخلاص فقال في (النّشر):" إنّه لم يقرأ به ولا يعلم أحدا نصّ عليه من القرّاء والفقهاء إلاّ أبا الفخر حامد بن علي بن حسنويه القزويني في كتابه «حلية القرّاء» فإنّه قال فيه: "القرّاء كلهم قرءوا سورة الاخلاص مرة واحدة إلاّ الهرواني (٣) بفتح الهاء والرّاء عن الأعشى فإنّه أخذ بإعادتها ثلاثا والمأثور مرة واحدة قال: "والظاهر أنّ ذلك كان اختيارا من الهرواني فإنّ هذا لم يعرف في رواية الأعشى، ولا ذكره أحد من علمائنا عنه، وقد صار العمل على هذا في أكثر البلاد عند الختم، والصواب ما عليه السّلف لئلا يعتقد أنّ ذلك سنة، ولهذا نصّ أئمة الحنابلة على أنّه لا تكّرر سورة الصّمد، وقالوا: [وعنه] (٤): وهم يعنون أحمد/لا يجوز " (٥) انتهى، لكنّ عمل النّاس على خلافه، قال بعضهم: "والحكمة فيه ما ورد أنّها تعدل ثلث القرآن (٦) فيحصل بذلك ثواب ختمه"، فإن قلت: كان ينبغي أن تقرأ أربعا


(١) أي كتاب الورد الزائد في بر الوالدين، العقد الثمين ١/ ٣٢١.
(٢) يونس: ٥٨.
(٣) محمد بن عبد الله بن الحسين، أبو عبد الله الجعفي، ابن الهرواني، مات سنة ٤٠٢ هـ، تاريخ بغداد ٥/ ٤٧٢.
(٤) ما بين المعقوفين زيادة من النشر يقتضيها السياق.
(٥) النشر ٢/ ٤٥١.
(٦) الحديث: أخرجه أحمد ٢/ ٤٢٩ (٩٥٣١)، ومسلم ١/ ٥٥٧ (٨١٢)، والترمذي ٥/ ١٦٨ -

<<  <  ج: ص:  >  >>