للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووجه الجعبري الإظهار كغيره بكراهة اجتماع ثلاث تشديدات في كلمة (١)، يعني: لو أدغم.

فهذا ما أدغم من هذا الفصل ممّا اجتمع في كلمة واحدة.

فإن اجتمع المتقاربان أو المتجانسان وكان أوّلهما آخر كلمة وثانيهما أوّل الأخرى ولا مانع من الموانع المتقدّمة قريبا فيدغم الأوّل منهما في الثّاني إذا كان الأوّل أحد الحروف السّتّة عشر:

الخمسة المختصّة بهذا الفصل، والأحد عشر المشتركة المنبّه عليها في فصل المثلين وهي: الحاء المهملة، والجيم، والسّين، والشين، والضّاد المعجمة، والدّال، والذّال، والقاف، والكاف، واللاّم، والنّون، والرّاء، والتّاء، والثّاء، والباء، والميم:

فأمّا «الحاء» المهملة:

فتدغم في «العين» المهملة في حرف واحد وهو:

﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّارِ﴾ (٢)، بالنّص كما رواه أبو عبد الرحمن عن أبيه اليزيدي، ورواه شجاع وعبّاس وأبو زيد عن أبي عمرو نفسه، وعليه جميع طرق ابن فرح عن الدّوري، وابن جرير من جميع طرقه عن السّوسي، فتخصيص هذا الموضع يدل على أنّ إدغام «الحاء» في «العين» ليس بقياس، بل مقصور على السّماع وضعف الاعتماد على مطلق ما روي أنّ اليزيدي قال: من العرب من يدغم «الحاء» في «العين» نحو: ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّارِ﴾ (٣)، وكان أبو عمرو لا يرى ذلك، إذ معناه - كما تقدّم - أنّه لا يرى ذلك قياسا، بل يقصره على السّماع، وقد روي إظهاره عن أبي الزّعراء من جميع طرقه عن الدّوري جمهور العراقيين، وكذلك رووه من جميع طرق السّوسي عنه، قال في (النّشر): "والوجهان صحيحان" (٤).


(١) كنز المعاني ٢/ ٢٦٤.
(٢) آل عمران: ١٨٥، وأبو عبد الرحمن هو: عبد الله بن يحيى بن المبارك، الغاية ١/ ٤٦٣.
(٣) انظر: إيضاح الرموز: ١٠٢.
(٤) انظر: النشر ١/ ٣٣١، الإدغام: ٥٢، الدر النثير ٢/ ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>