للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المرسوم]

وكتب في المصحف الشّامي هو الذي «ينشركم» (١) بتقديم الحرف المطول وهو النّون وفي سائرها بتأخيره، وعبارة (المقنع) بالنّون والشين، السّين والياء، وهي لا تنبئ عن المقصود كقول الرائية (٢):

… وحرف ينشركم بالشام

لأنّ الوضع الأوّل لا نقط فيه، وقد اتّفقت الرسوم كلّها على كتابة حرفين بين الطرفين ذو شكل واحد وذو ثلاثة متماثلة، وفرّق بينهما بتطويل المفتوحة فقدم هذا في الشّامي فصار «ينشركم» وأخّر غيره فصار ﴿يُسَيِّرُكُمْ،﴾ ولزم من كلّ واحد اللفظ المستعمل؛ فالخلاف إذا من نوع التقديم والتأخير لتجري كلّ من القراءتين على صريح الرّسم.

اتفق على حذف ألف ياء ﴿آياتُ﴾ كيف أتت نحو ﴿آياتٌ مُحْكَماتٌ﴾ ﴿لَآياتٍ لِأُولِي﴾ (٣) إلاّ في موضعين في هذه السّورة وهما ﴿وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ﴾ و ﴿إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا﴾ (٤).

ونقل بعض الرواة حذف ثاني نوني ﴿لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ هنا و ﴿إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا﴾ ب «غافر» (٥) تنبيها على أنّها مخفاة حملا على الإدغام بجامع الستر، ولم يرسم كالتنوين بجامع الغنّة، وردّ هذه الرواية محمد بن عيسى فقال: هو في الجدد وفي العتق بنونين، قال الجعبري: "ومقتضاه التضعيف لا البطلان" فإثباتها أرجح وهو:


(١) يونس: ٢٢، الجميلة: ٣٤٤.
(٢) العقيلة بيت (٧٨).
(٣) آل عمران: ٧، ١٩٠.
(٤) يونس: ١٥، ٢١، الجميلة: ٤٧٥.
(٥) يونس: ١٤، غافر: ٥١، الجميلة: ٣٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>