للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلى رسوله وقيل له في مرض موته:" ما تشتهي؟ فقال:" بيتا خاليا وإسنادا عاليا " (١)، وقال ابن المبارك:" الإسناد من الدين " (٢)، وقال سفيان الثوري:" الإسناد سلاح المؤمن فإذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل " (٣).

ثمّ إنّ الإسناد: صحيح، وحسن، وضعيف:

فالصحيح: هو المتّصل الإسناد بنقل عدل ضابط يقظ، متقن عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علّة قادحة، فإن فقد شرط من هذه الخمسة فضعيف.

والمراد بالمتّصل الإسناد: السّالم عن سقط، بحيث يكون كلّ من رواته أخذ ذلك المروي عن شيخه، وبه خرج المنقطع (٤)، والمرسل (٥)، والمعضل (٦)، وخرج بقوله:" بنقل عدل "من في سنده ممّن عرف بضعف، أو جهلت عينه أو حاله.


(١) اختصار علوم الحديث: ١٣٦، فتح المغيث: ٣/ ٩.
(٢) الإلماع: ١٩٤، تدريب الراوي ٢/ ١٦٠.
(٣) شرف أصحاب الحديث: ٤٢، والمجروحين ١/ ٢٧.
(٤) المنقطع لغة: اسم فاعل من الانقطاع وهو ضد الاتصال، انظر: القاموس: مادة" قطع "، اصطلاحا: هو ما لم يتصل إسناده على أى وجه كان انقطاعه، وقد يكون الانقطاع في موضع واحد وقد يكون في أكثر من موضع، انظر: معرفة علوم الحديث: ص ٣٤، واختصار علوم الحديث: ص ٤١، ونزهة النظر: ص ٤٤، وفتح المغيث: ١/ ١٥٦ وغيرها من كتب المصطلح.
(٥) المرسل: لغة: اسم مفعول، من أرسل الشئ إذا أطلقه وأهمله، انظر: لسان العرب مادة " رسل "، واصطلاحا: قال ابن حجر في نزهة النظر: ٤٣:" ما سقط من آخر إسناده من بعد التابعي "، وانظر: علوم الحديث: ٥١، والتدريب ١/ ١٩٥، والمرسل قد يكون: مرسل الصحابي وهو ما يرويه الصحابي عن النبي ، ولم يسمعه منه، إما لصغر سنه، أو تأخر إسلامه، أو غيابه عن شهود ذلك، انظر: علوم الحديث: ٥٦، والتقريب مع التدريب: ١/ ٧٢، أو المرسل الخفي وهو الحديث الذى رواه الراوي عمن عاصره أو لقيه، ولم يسمع منه، بلفظ يحتمل السماع وغيره، ك " قال "، أو" عن "، انظر: علوم الحديث: ٢٨٩، وفتح المغيث: ٣/ ٧٩.
(٦) المعضل: لغة: اسم مفعول، مأخوذ من" أعضله "، وأعضله الأمر: غلبه، وداء عضال: شديد، لسان العرب: ١/ ٤٥٢، واصطلاحا: هو ما سقط من إسناده اثنان أو أكثر فى موضع واحد، سواء كان فى أول السند، أو وسطه، أو منتهاه انظر: معرفة الحديث: ٣٦، وعلوم الحديث: ٥٩، والتوضيح: ١/ ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>