للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون من «البرا» وهو التّراب، ولم يخفف ﴿مُؤْصَدَةٌ﴾ لذلك مع أصالة السّكون فيهما فلهذا كان التّحقيق في هذا أولى وهو الصّواب (١) انتهى.

تنبيه

خصّ في (الشّاطبيّة) الإبدال بالسّوسي، ومفهومه تخصيص الدّوري، وهو مخالف لأصله من جهة تخصيص المبدل ومن جهة تعميم البدل في كلّ حال، وعمّم في الأصل وخصّص وعبارته كما سبق في الإدغام: "اعلم أنّ أبا عمرو كان إذا قرأ في الصّلاة أو/أدرج قراءته أو قرأ بالإدغام لم يهمز كلّ همزة ساكنة" (٢) انتهى.

فإن قلت: لم آثر الصّلاة بالبدل؟.

أجيب: بأنّ الصّلاة يقرأ فيها بما خفّ من القراءة لئلاّ يشتغل المصلي بالألفاظ عمّا هو أهم، وقد روي عن حمزة أنّه كان لا يهمز فيها مع أنّه صاحب الهمز في الوصل، وعن الكسائي: "من علامة الأستاذية ترك الهمز في المحاريب" (٣) انتهى.

وقد أجيب عن تخصيص الشّاطبي بالسّوسي بأنّ القراءة بالبدل وقعت من طريقه وعنه انتشر أكثر من الدّوري.

وعورض بأنّ رواية الشّاطبي (التّيسير)، وقد أجراه للدّوري والسّوسي واشتهاره عنهما لا يخفى استواؤه كما يشهد به كتب المحققين.

وأجيب: بأنّ للنّقلة في الخلاف طريقين الإطلاق والتّرتيب فاختار الشّاطبي طريقة التّرتيب وفاقا للصّقلي وابن شريح على قاعدة أرباب الاختيارات فنقض وجه تخفيف الدّوري ووجه تحقيق السّوسي (٤).


(١) النشر ١/ ٣٩٤.
(٢) التيسير: ١٥٨.
(٣) جامع البيان ١/ ٢١٠، معرفة القراء: ١١٥.
(٤) التجريد: ١٢٦، الكافي: ٤٧، النشر ١/ ٣٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>