للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجيب عن تعميمه البدل: بأنّ الدّاني في (جامعه) نقل عن إبراهيم من رواية عبيد الله وغيره عن اليزيدي أنّ أبا عمرو كان إذا قرأ فأدرج القراءة لم يهمز ما كانت الهمزة فيه مجزومة، ثمّ قال: "فدل على أنّه إذا لم يسرع في قراءته واستعمل التّحقيق همز"، قال: "وحكى أبو شعيب عنه أنّ أبا عمرو كان إذا قرأ في الصّلاة لم يهمز"، ثمّ قال:

"فدل ذلك على أنّه كان إذا قرأ في غير الصّلاة سواء استعمل الحدر أو التّحقيق همز"، قال: "وحكى أبو عبد الرحمن وإبراهيم من راوية العباس وأبو حمدون وأبو خلاّد ومحمد بن شجاع وأحمد بن حرب عن الدّوري أنّ أبا عمرو كان إذا قرأ لم يهمز"، ثمّ قال: "فدل ذلك على أنّه كان لا يهمز على كلّ حال في صلاة أو غيرها وفي حدر أو تحقيق"، انتهى (١).

فحصل من ذلك طريقان قال الجعبري: "فاختار في (التّيسير) الخصوص لأنّه أكثر النّصوص، واختار الشّاطبي العموم لشهرته في الاداء" (٢)، انتهى.

والذي تحرّر في نحو: ﴿حَيْثُ شِئْتُمْ﴾، و ﴿يَأْتِيَ يَوْمٌ﴾ (٣) بالنّسبة إلى الإدغام الكبير والإظهار والإبدال والتّحقيق ثلاثة مذاهب كما سبق في باب الإدغام وهي:

الإظهار مع الإبدال، والإدغام مع الإبدال للسوسى، والإظهار مع التّحقيق للدّوري، وامتناع التّحقيق مع الإدغام، وكذا مع المدّ.

وقرأ أبو جعفر جميع هذا الضّرب بالإبدال، ولم يستثن من ذلك كله إلاّ كلمتين ﴿أَنْبِئْهُمْ﴾ في البقرة ﴿وَنَبِّئْهُمْ﴾ في [الحجر] (٤).


(١) النشر ١/ ٣٩٢.
(٢) النص من أول التنبيه في كنز المعاني ٢/ ٤٥٤، وانظر النشر ١/ ٣٩٢، جامع البيان: ٢٤٠، والكافي: ٢٦، التجريد: ٧٠.
(٣) كما في (البقرة: ٥٨، الأعراف: ١٦١)، (البقرة: ٢٥٤، إبراهيم: ٣١، الروم: ٤٣، الشورى: ٤٧) على الترتيب.
(٤) البقرة: ٣٣، الحجر: ٥١، القمر: ٢٨، ما بين المعقوفين في غير (الأصل، وط، ج) [الحجر والقمر]، والصواب ما أثبته كما في النشر ١/ ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>