للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهاك ذكر ما في هذه الأجزاء السّبعة التي هي وسائل إلى مقاصد هذا الفنّ من المباحث:

فأمّا الجزء الأوّل وهو: علم الإسناد

وهو أعظم مدارات هذا الفنّ لأنّ القراءات سنّة متّبعة ونقل محض فلا بد من إثباتها وصحّتها، ولا طريق إلى ذلك إلاّ بالإسناد فلهذا توقّفت معرفة هذا العلم عليه.

وقد حدّوه بأنّه:" الطّريق الموصلة إلى القرآن".

وهو خصّيصة فاضلة من خصائص هذه الأمّة وسنّة بالغة من السّنن المؤكدة.

وقد روي عن أبي العباس الدّاغولي (١) أنّه قال: سمعت محمد بن حاتم بن المظفر يقول:" إن الله تعالى قد أكرم هذه الأمّة وشرفها وفضلها بالإسناد وليس لأحد من الأمم كلّها قديمها وحديثها إسناد، وإنّما هو صحف في أيديهم، وقد خلطوا بكتبهم أخبارهم التي أخذوها عن غير الثقات، بخلاف هذه الأمه فإنها تنص عن الثّقة المعروف في زمانه المشهور بالصدق عن مثله حتى تتناهى أخبارهم " (٢).

وقال محمد بن أسلم الطوسي (٣):" قرب الإسناد قرب "أو قال:" قربة إلى الله ﷿ " (٤)، وهو مروي عن يحيى بن معين لكن بلفظ:" الإسناد العالي/قربة إلى الله


(١) محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السرخسي الداغولي، حدث عن محمد بن يحيى الذهلي، ومسلم بن الحجاج وأقرانهما، وحدث عنه: ابن حبان والكرابيسي وأقرانهما، له كتاب الآداب، والمسند في الحديث، وفضائل الصحابة توفي سنة ٣٢٥ هجرية، انظر: سير أعلام النبلاء ١٤/ ٥٥٧، الوافي بالوفيات: ٣/ ٢٢٦.
(٢) فهرس الفهارس والأثبات ١/ ٨٠، والنقل بتصرف كبير.
(٣) محمد بن أسلم بن سالم بن يزيد، أبو الحسن الكندي الخراساني الطوسي، ولد في حدود الثمانين ومائة، سمع يزيد بن هارون والنضر بن شميل وأقرانهما، حدث عنه: ابن خزيمة، وابن أبي داود وأضرابهما، صنف المسند، والأربعين وغير ذلك، مات سنة ٢٤٢ هجرية بنيسابور، انظر: السير ١٢/ ١٩٥، الجرح والتعديل ٧/ ٢٠١، الوافي بالوفيات ٢/ ٢٠٤.
(٤) انظر الجامع لأخلاق الراوي ١/ ١٢٣ (١١٨)، شرح التبصرة لابن الصلاح ١/ ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>