للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوازه، وهكذا حتى ينتهي الخلاف.

ومنهم من كان يرى في الجمع كيفية أخرى وهي التناسب، فكان إذا ابتدأ بالقصر أتى بالمرتبة التي فوقه، ثمّ كذلك حتى ينتهي إلى آخر مراتب المدّ، وإن ابتدأ بالمدّ المشبع أتى بما دونه حتى ينتهي إلى القصر، وإن ابتدأ بالفتح أتى بعده بالصغرى ثمّ بالكبرى، وإن ابتدأ بالنّقل أتى بعده بالتحقيق ثمّ السّكت القليل ثمّ ما فوقه، ويراعي ذلك اطرادا وعكسا، وهذا لا يقدر على العمل به إلاّ من قوي استحضاره (١).

تنبيه

هل يسوغ للجامع إذا قرأ كلمتين رسمتا في المصاحف كلمة واحدة وكانت ذات أوجه نحو ﴿هؤُلاءِ﴾ (٢)، ﴿يا آدَمُ﴾ (٣) مثلا وأراد استيفاء بقيّة أوجهها أن يبتدئ بأوّل الكلمة الثّانية فيقول: ﴿آدَمَ﴾ (٤) بالمد [و] (٥) التّوسط ثمّ القصر مثلا مع حذف أداة النّداء لفظا لقصد الاختصار على عادة الجمع؟.

لم أر في ذلك نقلا، والذي يظهر لي عدم الجواز، وأنّه يتعين قراءة الكلمتين متّصلتين لفظا إتباعا للاتصال الرسمي، فيقول: ﴿يا آدَمُ﴾، ﴿يا آدَمُ﴾، ويؤيد هذا ما سيأتي إن شاء الله - تعالى - في باب الوقف على مرسوم الخط أنّه لا يجوز الوقف على ما اتّفق على وصله إلاّ برواية صحيحة كما نصوا عليه، فهذا آخر الوسائل، والله الموفق.

*****


(١) النشر ٢/ ٢٠٢.
(٢) في ستة وأربعين موضعا أولها البقرة: ٣١.
(٣) في ثلاثة مواضع أولها البقرة: ٣٥.
(٤) أولها البقرة: ٣١.
(٥) ما بين المعقوفين من جميع المخطوطات وليست في الأصل، وهي زيادة يقتضيها السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>