للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفصولة بحرفين ليس أحدهما هاء أو بأكثر من حرفين امتنعت الإمالة، وإنّما اغتفر الفصل بالهاء لخفائها.

[السبب الخامس: وقوع كسرة بعد الألف أو قبلها]

وإن كانت بعدها فشرطها أن تليها نحو ﴿مَساجِدَ﴾ (١) و ﴿عابِدٌ﴾ (٢)، وقد تكون الكسرة عارضة نحو ﴿مِنَ النّاسِ﴾ (٣) و ﴿فِي النّارِ﴾ (٤) لأنّ حركة الإعراب غير لازمة.

وأمّا إن كانت الكسرة قبل الألف فاعلم أنّه لا يمكن أن تكون الكسرة ملاصقة للألف إذ لا تثبت الألف إلاّ بعد فتح فلا بدّ أن يفصل بين الكسرة المتقدمة والألف الممالة فاصل، وأقلّه حرف واحد مفتوح نحو ﴿كِتابٌ﴾ (٥) و ﴿حِسابٍ﴾ (٦)، وهذا الفاصل إنّما حصل باعتبار الألف فأمّا الفتحة الممالة فلا فاصل بينها وبين الكسرة، والفتحة مبدأ الألف ومبدأ الشيء جزء منه فكأن ليس بين الألف والكسرة حائل، وقد يكون الفاصل بين الألف والكسرة حرفين بشرط أن يكون أوّلهما ساكنا نحو «إنسان» أو يكونا مفتوحين، والثّاني: هاء نحو: «لن يضربها»، من أجل خفاء الهاء، وكون السّاكن غير حاجز حصين، فكأنّهما في حكم العدم، وكأنّه لم يفصل بين الكسرة والألف إلاّ حرف واحد أو بحرف ساكن بعده متحركان أحدهما هاء نحو:

«درهمان»، فكل هذا يجوز إمالته، فلو فصل غير ذلك لم تجز الإمالة.


(١) كما في البقرة: ١١٤، التوبة: ١٧، ١٨.
(٢) الكافرون: ٤.
(٣) كما في: البقرة: ١٤٢، آل عمران: ٢١، ١١٢، النساء: ١٠٨، المائدة: ٤٩، ٦٧، الأنفال: ٤٨، يونس: ٩٢، إبراهيم: ٣٦، ٣٧، الحج: ١٨، القصص: ٢٣، الروم: ٨.
(٤) كما في: الأعراف: ٣٨، الرعد: ١٧، النمل: ٨، ٩٠، الأحزاب: ٦٦، ص: ٦١، الزمر: ١٩، غافر: ٤٧، ٤٩، ٧٢، فصلت: ٤٠، محمد: ١٥، القمر: ٤٨، الحشر: ١٧.
(٥) كما في البقرة: ٨٩.
(٦) البقرة: ٢١٢، آل عمران: ٢٧، ٣٧، النور: ٣٨، ص: ٣٩، الزمر: ١٠، غافر: ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>